" أوقفوا الكاميرا لأنّ ما سأقوله خطير ".. بقلم : غسان يوسف

" أوقفوا الكاميرا لأنّ ما سأقوله خطير ".. بقلم : غسان يوسف

تحليل وآراء

الخميس، ٢ أكتوبر ٢٠١٤

من جملة الأفلام الأميركية التي استوقفتني فيلم /قناص العاصمة/ الذي اختلف عن غيره من الأفلام الأميركية الأخرى التي هي في العادة تهدف إلى إبراز "البطل الأميركي"، ليتميز هذا الفيلم بالقليل من الموضوعية، فهو على الرغم من أنّه حاول أن يلقي باللوم على من سماهم الإرهابيين وعلى الإسلام كون بطل الفيلم كان قد غيّر اسمه من جون إلى محمد بعد أن تحول من المسيحية إلى الإسلام، إلا أنّه شرح المعاناة التي كان يعانيها هذا الرجل الأسود منذ الطفولة عندما رفض بطل أفلام الأطفال "سوبر مان" مصافحته لأنّه أسود, ناظراً إليه بقذارة ما خلق عنده حالة من العداء والكره تجاه الرجل الأميركي الأبيض، حتى إنّه يتذكر أنّهم لم يكونوا يسمحون للأطفال السود بدخول حدائق الملاهي إلا في يوم واحد في الأسبوع، ومن شدة فرح الأطفال بهذا اليوم كانوا يسمونه بـ"يوم الحليب"، لينتقل إلى مشاركة البطل في حرب الخليج الأولى والتي سميت حينها بـ"عاصفة الصحراء"، حيث عاد ليجد نفسه محبطاً يعيش القلق من إصابته بالسرطان بسبب التجارب الطبية التي أجرتها وزارة الحرب على الكثير من جنودها الذين شاركوا في تلك الحرب، وعندما حاول ورفاقه إخبار الصحافة هدد بالقتل. وهنا يتوقف بطل الفيلم ليقول:" أوقفوا الكاميرا لأنّ ما سأقوله خطير وخطير جداً لأنّه قد يعرض حياتكم وحياة أولادكم للخطر، لأنّهم قادرون على فعل كل شيء فالذي يتحكم بالعالم هم الشركات وليس الحكومات، الشركات هي التي تقرر ما نشتري ونأكل ونلبس، هي التي تضع القوانين وإذا لم ندرك هذا فنحن لسنا إلا دمى بأيديهم.
القصة حقيقية وقد جرت في العام الذي تلا أحداث الحادي عشر من أيلول، حيث كانت الولايات المتحدة ولا تزال تعيش على وقع الصدمة وتمكن القناص الذي تمترس في صندوق سيارة قديمة من بث الرعب في واشنطن، حيث تجاوز عدد ضحاياه الخمس عشرة ليكتشفه في النهاية عميل متنكر بزي راعي بقر أميركي، بعد أن كانت المخابرات الأميركية جندت أكثر من خمسة آلاف شخص لمراقبته، ووضعت جائزة قدرها مئة ألف دولار لمن يجده.
السؤال اليوم أليس ما تقوم به اليوم الولايات المتحدة من دعم لمنظمات إرهابية والادعاء بمحاربة أخرى هو من فِعل شركاتها العالمية العابرة للحدود؟ فهل احتلت العراق إلا لاستغلال ثرواته؟ وهي التي فعلت الشيء نفسه في ليبيا عبر القرار الأممي الشهير 1973، ومن قبل ذلك وجدت ذريعة لاحتلال أفغانستان بعدما تأكدت من وجود ثروات طائلة في ذلك البلد! وها هي تحاول أن تفعل الشيء نفسه مع سورية عبر استغلال القرار الأممي 2170، ولكن السؤال هل يتنبه الحلف الروسي الصيني ومن يقف في صفهم إلى أنّه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة، وأنّ التجارب علمتنا أنّ الشركات الأميركية مستعدة لنشر الفيروسات واختراع الأدوية المناسبة لها حتى لو قضى على الملايين تذكروا.. انفلونزا الدجاج، والايدز، واليوم ايبولا، وأنّها مستعدة لاتهام أي بلد بامتلاك أسلحة دمار شامل لشن حرب عليه ونهب ثرواته ومثال العراق ليس ببعيد، واليوم سورية بعدما تأكدت من أنّ سورية تعوم على بحر من النفط الغاز.. فلا تأمنوا جانبهم إنّهم أولاد زنا.. أكلة أفاعي.