انفلونزا عثمانية مع اقتراب الشتاء

انفلونزا عثمانية مع اقتراب الشتاء

تحليل وآراء

الأربعاء، ١ أكتوبر ٢٠١٤

تبدو الطموحات التركية في سوريا والمنطقة أشبه بانفلونزا خبيثة شبيهة بانفلونزا الخنازير المميتة، الهوا الأصفر الذي كان فتاكاً أيام "السفر برلك" يعود اليوم عبر أحلام أردوغانية بإنشاء منطقة عازلة في سوريا.
الأحلام العثمانية الناتئة كبثرة في وجه قبيح تعود مجدداً، والحديث عن منطقة عازلة وتدخل بري هو الاكثر تناولاً، في هذا السياق قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاتصال بنظيره الأميركي باراك أوباما، ساعياً بإصرار إلى إقناعه بضرورة اتخاذ موقف واضح وعملي وسريع لإسقاط الرئيس النظام في سوريا، ورأى ذلك شرطاً أساسياً لمشاركة بلاده في التحالف الأميركي ضد "داعش"، قائلاً إن على هذا التحالف أن يقصف الجيش السوري بنحو متوازٍ لقصف مواقع "داعش" الذي اعتبره للمرة الأولى "تنظيماً إرهابياً"، متعهداً بلعب دورٍ أساسي ومباشر في أي خطة أميركية للتخلص من الرئيس بشار الأسد، مع ضمانات منه بإقناع المعارضة المعتدلة بضرورة تأييد ودعم الخطة التركية لإقامة منطقة عازلة أو جيوب أمنية داخل الأراضي السورية امتداداً من حلب حتى الحدود السورية ـ العراقية، بحجة مواجهة موجات النزوح المتوقعة مع استمرار القصف الجوي ضد "داعش".
المنطقة العازلة حلم حاول أردوغان تحقيقه خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، والهدف منها ن إعادة السيطرة على منطقة واسعة من الشمال السوري لا سيما "حلب" التي لها النصيب الأكبر من الحقد العثماني، تلك المنطقة العازلة عند حشد "مسلحي المعارضة" فيها ستكون بمثابة "حزام" أو " جدار فصل عنصري" ضد أكراد سوريا المتواجدين في شمال القطر، وستكون أيضاً بمثابة قضم للأراضي السورية واقتراب لخطر الإرهاب واشتعال مناطق ومحافظات سورية قريبة من حلب، بمعنى آخر هناك نوايا لصب زيت كثير على نار الحرب لتشتعل اكثر وتحرق ما يمكن من الأراضي السورية.
 المخاوف من تدخل بري ليست منطقية، على الرغم من أن هناك مطالبات تركية بذلك لا سيما عندما خرجت تصريحات من أنقرة تعتبر أن الضربات الجوية للحلف العالمي ليست كافية لمحاربة داعش، ما يُعد طلباً غير مباشر لتدخل بري أيضاً، تركيا لن تكون قادرة لوحدها على ذلك النوع من التدخل حتى ولو أخذت ضوءاً أخضر، فهل بحاجة لمشاركة حلفائها فعلياً في ذلك التدخل لا أن تُترك لوحدها بدعم سياسي فقط، الروس والإيرانيون لم يشاركوا في الحلف العالمي لضرب داعش جوياً ، لكنهم من المؤكد سيشاركون في حلف خاص لمنع أي تدخل بري بالتالي ستبقى قضية تدخل بري ضمن المحرمات.