من الحرب مع داعش إلى الحرب على داعش!.. بقلم: غسان يوسف

من الحرب مع داعش إلى الحرب على داعش!.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

موقف رائع وكلام في العمق جاءنا من عاصمة الضباب (لندن) عندما اتهم أحد أعضاء مجلس النواب البريطاني رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بأنّه منذ سنة كان سينخرط في حرب مع " داعش " ضد الدولة السورية، وهو اليوم يستعد لمحاربة " داعش "!.. كلام أقل ما يقال فيه بأنّه اعتراف بأنّ من يقاتل الدولة السورية من مجموعات مسلحة (معتدلة) بحسب توصيف البعض ما هي إلا (دواعش) أخرى ستكشف عن أنيابها ولو بعد حين!
مواقف مشرفة وتصريحات مثيرة كهذا التصريح الذي قاله النائب البريطاني كالموقف المشرف لبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وهو يقف في واشنطن معترضاً على مداخلة تيد كروز عضو الكونغرس عن ولاية تكساس من الحزب الجمهوري الذي دعا إلى دعم إسرائيل قائلاً: "ليس للمسيحيين حليف أكبر من إسرائيل" ما أثار غضب البطريرك الذي صاح بوجهه: توقف.. توقف، مهدداً بالانسحاب من مؤتمر، قال منظموه إنّه مؤتمر للدفاع عن المسيحيين في المشرق.
ربما كانت ستمر زيارة بطاركة المشرق إلى واشنطن ولقائهم الرئيس الأميركي باراك أوباما دون أن يسمع بها أحد, لولا العاصفة التي أثارها البطريرك قائلاً: "لا يمكن أن أقبل ما قيل، لا أقبل أن أسمع ذلك"، متسائلاً: "من أخرج اليهود من البلدان العربية التي كانوا يعيشون فيها، أليس الأميركيون ومن يقف في صفهم، هم من فعل ذلك؟!
الموقف الثاني، كان للسيناتور الأميركي بوب غراهام - وعلى الرغم من ملاحظات الكثيرين عليه وعلى تصريحاته - لكنه هذه المرة لامس الحقيقة حيث قال: إنّ عدم تحقيق واشنطن في دور السعودية في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ساعد على ظهور جماعة "داعش" الإرهابية، مؤكداً أنّ السعودية هي عنصر محوري في تمويل "داعش" و"المجموعات المتطرفة"، بحسب مقابلة أجرتها معه صحيفة "الاندبندنت".
الثالث، كان من رئيس (منظمة تعبئة المستضعفين في إيران) العميد محمد رضا نقدي الذي قال: إنّ مقر قيادة جماعة "داعش" الإرهابية هو البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنّ مخطط محاربة "داعش" ما هو إلا استمرار لتلك الخطة الخبيثة، مشيراً إلى أنّ أميركا تحقق أربعة أهداف من وراء إيجاد "داعش"، الأول، عرض صورة مشوهة عن الإسلام من خلال ارتكاب الجرائم الوحشية المعادية للإنسانية وبث صورها عبر وسائل الإعلام العالمية.
الثاني، هو بث التفرقة والعداء والاحتراب بين الشيعة والسنة. الثالث، وهو الأهم.. إيجاد تيار متطرف منحرف يقف في وجه كل من يقف في وجه الولايات المتحدة.
أما الهدف الرابع، فهو التمهيد للتدخل في المنطقة وتوفير الذريعة المناسبة.
أما الموقف الرابع فكان لضاحي الخلفان رئيس شرطة دبي السابق الذي قال إنّ الولايات المتحدة ابتزت دول الخليج بصدام حسين لعشرات السنين وهي اليوم تفعل الشيء نفسه بخلق (داعش) كعدو يهدد الجميع!
الموقف الخامس، كان لمقتدى الصدر الذي هدد بمهاجمة القوات الأميركية في حال وطئت الأراضي العراقية ولو بحجة محاربة "داعش"، ما أظهر للولايات المتحدة ومن يقف وراءها أنّ كذبها لا ينطلي على أحد، مشيراً إلى أنّ داعش ما هي إلا "صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية"، مهدداً بإذاقة الأميركيين ناراً وندماً في حال قرروا التدخل في العراق".
الموقف السادس، كان لمحمد علي أديب أوغلو النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض الذي أكد خضوع 22 ألف إرهابي من عصابات داعش الإرهابية إلى التدريب العسكري في تركيا ومن ثم إرسالهم للالتحاق بالإرهابيين في سورية والعراق وذلك بعلم ودعم حكومة حزب العدالة والتنمية التركية.
مواقف مشهودة في بحر متلاطم من الكذب والأضاليل، بحر يتماوج من واشنطن إلى الخليج العربي مروراً بتل أبيب! فهل من يتفكر ويتعظ؟!