بين الإسلام والكفر.. بقلم: فادي برهان

بين الإسلام والكفر.. بقلم: فادي برهان

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

يعتقد البعض بسذاجة الحمقى والأغبياء أنّ اعتناق الإسلام ما هو إلا مجرد التلفظ بشهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله. متناسياً أنّ الإسلام نظام متكامل الجوانب لا يجوز تطبيق الظاهر منه دون الجوهر ولا يجوز استغلاله كمظهر ديني نعتنقه في الظاهر للوصول لأغراض شخصية بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام ومضامين الشريعة.
فإذا تلفظ المرء بالشهادتين وقلبه غير مسلّم بما يقتضيه التشهد واستمر بممارسة السلوك المنافي للأخلاق والقيم الإنسانية والإسلامية على حد سواء، بل على العكس من ذلك كان سلوكه بخلاف مقاصد الشريعة (كحفظ الدماء والأموال والأعراض وغيرها)، فهل يسمى مسلماً أم مدّعياً للإسلام ومتخفياً بشعاراته وعناوينه لتنفيذ مراميه وأهدافه الخسيسة؟
وإذا أعلن المرء نفسه مسلماً أمام الملأ وبقي مستغرقاً في غيّه يعيث فساداً طولاً وعرضاً.. شرقاً وغرباً ولم يسلم من أذاه قريب أو بعيد فهل يكون في حقيقته مسلماً؟
والسؤال الأعمق: هل سيبقى جمهور علماء المسلمين _ على تنوع انتماءاتهم ومذاهبهم _ معتبراً من يتلفظ بالشهادتين _ وهو ذو سلوك مجرم ومخرب وإرهابي_ مسلماً على الرغم من كل ما يلقونه من جراء إجرامه؟ وعلى الرغم من اقتناعهم الكامل بأنّه جاء ليبدل فكراً بدل فكر، وليحل إسلاماً بدل إسلام وتشدداً بدل التسامح، وتخريباً بدل العمران وهو إذا استمر على حاله المفرط لن يُبقي ولن يذر حتى لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، كما ورد عن رسول الله (ص)، فهل سنبقى متعلقين متمسكين بسطحية الحرفية الجافة الخالية من كل مضمون تاركين الإسلام مخترقاً من قبل كل أجهزة المخابرات العالمية تعبث فيه كيف تشاء وتنشئ فيه تنظيمات وهيئات وتجمعات وإمارات باسم الإسلام في الظاهر لكنها تحاول القضاء عليه في الجوهر؟
 وهل يُعقل أن يُفتي علماء المسلمين بسذاجة البسيط أو ببساطة الساذج أنّ هؤلاء المخربين من داعش والنصرة وغيرهم مسلمون بالرغم من كل ما صدر منهم؟ ولن يُخلدوا في النار وإن دخلوها باعتبارهم يتلفظون بالشهادتين؟ وسينعمون عاجلاً أم آجلاً بالنعيم الخالد في جنات الفردوس نزلاً؟
ويبقى غيرهم حبيس جهنم وسجين الجحيم وإن عمّ فضله الدنيا بما فيها؟ فهل سيدخل أيمن الظواهري الجنة من أوسع أبوابها ويبقى أديسون في قعر جهنم يلقى فيها العذاب؟
وهل سيكون أبو بكر البغدادي في أعلى عليين ويكون أرخميدس أسفل سافلين؟
أم هل يطلب نيوتن وباسكال شفاعة أسامة بن لادن ويتوسلان إليه ليخفف عنهم حرارة النار يوم القيامة؟
فهل مجرد التلفظ بالشهادتين يُعطي كل تلك الامتيازات وإن لم يترجم السلوك العملي والواقعي على الأرض مضامين الإيمان؟
وهل يسلب عدم التلفظ بالشهادتين تلك الامتيازات وإن تُرجم الإيمان على الأرض فضيلةً وخيراً ومحبة للبشرية جمعاء؟
وهل سيخلد كل هذا الكم الهائل من البشر في نار جهنم لأنّهم لا يشهدون الشهادتين وإن كانوا أهل خير وصلاح وسلام؟
.. يتصدر أحد من يدّعون العلم شاشات التلفزة ويفتي علناً بكفر أديسون ويخلده في السعير وعندما يُسأل أنّه لولا أديسون (الكافر) لما تصدر الشاشة ولما حصد كل تلك الشهرة التي صنعت منه زعيماً دينياً بارزاً ومفتياً لإحدى الديار الإسلامية، فيجيب: إذا ترأف الله بحال أديسون وخفف عنه الشقاء الأبدي فإنّ ذلك يكون بسبب ظهوري على الشاشة.
فهل اخترع أديسون العبقري الكهرباء وتوابعها ليُظهر التكفيريين على الشاشة ويستغلوها لترويج أفكارهم البائسة؟؟؟