«داعش» مسرحية دموية عقيدتها قطع الرؤوس وتدمير النفوس والسيطرة على الدول العربية

«داعش» مسرحية دموية عقيدتها قطع الرؤوس وتدمير النفوس والسيطرة على الدول العربية

تحليل وآراء

الأحد، ٢١ سبتمبر ٢٠١٤

تعد “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) تنظيماً جهادياً يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة ، وهي بقيادة زعيمها أبو بكر البغدادي وقد نمت داعش بشكل ملحوظ ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب ، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة، وإدلب، و دير الزور و حلب وذلك بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية، وإلى الآن لا تزال مصدر قلقل الكثير من الدول العربية.
كما أن هدف داعش الأصلي هو إقامة الخلافة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق. بعد مشاركته في الحرب الأهلية السورية ، وهكذا توسع ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا. و قد أعلنت الخلافة يوم 29 يونيو عام 2014 ، وأصبح أبو بكر البغدادي، الآن يعرف باسم أمير المؤمنين إبراهيم الخليفة -أصبح يلقب بالخليفة ، والجماعة قد تم تغيير اسمها إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام .
تنظيم داعش الوحشي سرق بفكره المتطرف الكثير من الشباب الذين غرر بهم تحت اسم الدين وتحت اسم “الدولة الإسلامية” التي يسعى داعش لتأسيسها، فأكثر من جاؤوا للدخول إلى هذا التنظيم والقتال هم أناس مهمشون في مجتمعاتهم التي قدموا منها، يعانون من الفقر والبطالة ومشاكل اقتصادية جمة، وأكثرهم شباب صغار زج بهم الى معركة لا علاقة لهم بها ولا يعون خفاياها وأهدافها أو مآربها، فضحكت عليهم داعش والجماعات المتطرفة المماثلة تحت اسم خدمة الدين، بينما في الحقيقة هي محاولة لتشويه الدين وتدمير الثورة السورية التي أصبحت مدمرة بسبب الدعم الذي يتلقاه الأسد من جماعات ودول مثل حزب الله وإيران، بالإضافة الى تخاذل المجتمع الدولي الذي ساهم صمته في تنامي الجماعات الأصولية الجهادية المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة.

داعش في لبنان
بدأت خطة “داعش”، لبنانياً، في تركيزها على استهداف الجيش اللبناني، والمناطق المحسوبة على “حزب الله”، مثلما فعل تنظيما “كتائب عبد الله عزام” و”النصرة”، في سياق “الانتقام من تدخل الحزب في سوريا”، وفق بياناتهم بعد وقوع العمليات الانتحارية وقبلها.
أما المعارك والاشتباكات المسلحة وخطف العسكريين في عرسال في 2 آب الماضي، فإنها حتى اليوم تطرح علامة استفهام لدى كبار الضباط، من شأن الإجابة عنها توضيح المسار المقبل لتوجّه “داعش” و”النصرة” في فرضية التمدد لبنانياً، علماً بأن غالبية المعطيات الأمنية المتوافرة تؤكد صعوبة اللجوء إلى خيار التمدد في لبنان.
اجتياح «داعش» للبنان، على غرار ما فعل مسلحو البغدادي في شمال غرب العراق، مشروع لم يطوَ ولم يُسحب ولم يسقط لا بل إن اجتياحاً فعلياً كهذا لا يزال خطراً قائماً داهماً وجاثماً.
إنّ الاحتمال الجدي والواقعي الوحيد لاجتياح “داعش” للبنان ينطلق من جرود جبال القلمون، وتحديداً من السفح الغربي للسلسلة الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا.
لقد تجمعت هذه الخلية الإرهابية الداعشية في تلك المناطق الجبلية كقوة كبيرة من المسلحين من جنسيات مختلفة ، هم بالفعل فلول كل المعارك الخاسرة للمعارضات السورية المختلفة ، طيلة عام ونيف. فقد لجأ إلى تلك المنطقة كل مهزومي القصير ومعارك حمص، ومن بعدها معارك يبرود ومحيطها، وعمليات تنظيف كل الجيوب المسلحة في مناطق سورية شاسعة تمتد من النبك إلى القلمون.
كما تعد هذه المسألة صعبة في الأساس ومعقدة ولا تخلو من حساسيات معروفة. وهي تقتضي توافقاً لبنانياً وقراراً سياسياً كبيراً للمعالجة ، أو على الأقل لدرء الخطر المحدق وفي هذا السياق نرى أن القوى العسكرية اللبنانية عملت في الفترة الماضية على جس النبض على الأرض في المنطقة ، لمعرفة حقائق الأمور وتقدير خطورة الأوضاع ، حتى أنها قبل نحو أسبوع حاولت الذهاب في عمليات جس النبض أكثر مع توغل دورية عسكرية إلى نقطة متقدمة شرق عرسال.
وبمعزل عن هويّة ضحايا التنظيم الإرهابي، وأعدادهم وأديانهم، وإيمانهم، ودور عباداتهم، بمعزل عن كونهم قلة في مجتمعاتهم أو كثرة، كان ينبغي للضمير الإنساني أن يثور ضدّ عمليات ذبح الناس، أفراداً، وجماعات وضدّ عمليّات «وأد» الأحياء، وتجنيد الأطفال واغتصاب النساء، وتزويجهن قسراً، وبيعهن سبايا بالمزاد، ترويجاً «للجهاد بالنكاح!!
“داعش” يتصدر قائمة أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم حيث كشفت صحف أجنبية عن أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” أصبح من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم، بعد تمكنه من السيطرة على عدة مناطق في العراق ونهب بنوكها ، والمسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” نهبوا عدة بنوك في المنطقة، وقدرت المصادر غنائمهم بحوالي 350 مليون يورو نقدا، بعد أن سيطروا على مناطق متفرقة من شمال البلاد.

خريطة داعش
نشرت مواقع مقربة من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خريطة لدولة الخلافة المنتظرة عام 2020، بعد يوم واحد من إعلانها تنصيب أبوبكر البغدادى خليفة للمسلمين ..
الخريطة التى نشرتها «داعش» هى ذات الخريطة التى كانت لدولة الخلافة العباسية ، حيث تبدو فيها ولاية خراسان ، والقوقاز ، والأهواز ، والأناضول ، والعراق ، والشام ، والحجاز ، واليمن، وكردستان ،، وخلايا نائمة في المغرب ، المغرب ، وهى نفس الولايات التى كانت موجودة فى أواخر عهد الدولتين العباسية والعثمانية . إضافة فكر جهادي بليبيا
تمتدد حركة الحوثيين حيث تصبح حدود ايران ممتدة إلى البحر الهادي
الاناضول قادت تمرد عسكري باسم الدين من خلال رجال الأمن الداخلي

حزب العدالة وعدم النزاهة
وتظهر الخريطة خطة «داعش» التى تتبناها وأهدافها للتوغل فى شمال أفريقيا ومناطق كبيرة من آسيا، وأجزاء أخرى من أوروبا، وتظهر إسبانيا التى حكمها المسلمون أكثر من 800 عام باسم الأندلس، كولاية إسلامية بحلول عام 2020. وتخطط «داعش» للاستيلاء على دول البلقان بما فيها رومانيا وبلغاريا، وتمتد لتصل إلى النمسا، وأصرت «داعش» لحظة دخولها للموصل على أن تهدم الحدود بين سوريا والعراق، وقالت إنها نجحت فى هدم اتفاقية سايكس بيكو .
ووقف جنود الدولة الإسلامية فى العراق والشام على الحدود الأردنية ، ليشيروا إلى أن الأردن هو هدفهم المقبل، على اعتبار أنها مركز للسلفيين الجهاديين ونقطة ارتكاز للعابرين منهم باتجاه سوريا، وليشيروا فى ذات الوقت إلى أن خطتهم لن تتوقف حتى يقيموا دولتهم المنشودة التى ستكون إمبراطورية ضخمة كالإمبراطورية الفارسية القديمة وحدود دولتهم التي يشيدوها هي حدود الأمبراطورية العباسية قبل الإسلام .

داعش عقيدتها قطع الرؤوس
لم يعد من قبيل المفاجأة رؤية أحد أتباع «داعش» وهو يقطع رأس أحد مخالفى التنظيم، بل وصل الأمر بالجماعة التكفيرية إلى لعب الكرة برؤوس قتلاها، مدعية أن خالد بن الوليد كان يقطع رؤوس الكافرين. «داعش» جماعة من جماعات التكفير بامتياز ، إذا أخذنا بالتصنيف السابق ولم نصنفها وفق الملامح العامة للجماعات المسلحة التى تستند إلى بعض المعالم الفكرية الفقهية، كمفهوم التترس، والعذر بالجهل ، ومن ناحية الأفكار السياسية، تحريم الديمقراطية والمجالس النيابية وتكوين الأحزاب، ومن ناحية الأفكار الاستراتيجية، الاعتماد على السرية والتكوين وفقه الحركة. ويجب أن نعرف أن «السلفية الجهادية» و«التكفير» و«جماعة الجهاد» تنظيمات متعددة لكنها كلها رفعت أعلام «القاعدة» ، وهى على سبيل التوضيح ، دوائر وحلقات ، قد تتصل ببعضها أحياناً ، أو تحدث تحولات لأعضائها والمنتمين لها فى أحيان أخرى، فيتحولون من هنا إلى هناك لذا فإن الكثيرين يخلطون بين الجماعات التى تنتهج النهج التكفيرى، وترجع فى أصولها إلى جماعة التكفير والهجرة (جماعة المسلمين)، والقريب من منهجها كجماعة «التوقف والتبين»، على سبيل المثال وبين المجموعات الأخرى التى ترجع فى أصولها إلى «السلفية الجهادية» أو بين «جماعة الجهاد» التى تفرعت إلى خلايا ومجموعات عنقودية تحالفت مع تنظيم القاعدة .
عقيدة «داعش» الخوارجية تتلخص فى التوسع فى التكفير، والقتل بناء على التوسع فى التكفير، أو التوسع فى نظرية التترس، أو قتل من لا يبايع «البغدادى». الأهم أن «داعش» تكفر عوام المسلمين؛ لذا فقد امتحنت «الظواهرى» نفسه فى تكفير عوام الشيعة والإخوان، بما يذكر بالخوارج الأوائل الذين كانوا يدينون بـ«الاستعراض»، أى استجواب الناس فى عقائدهم وقتلهم بناء على ذلك. وتعتقد «داعش» فى طاعة ولى الأمر، لكنه بالطبع ليس سوى أميرها «البغدادى» ووجوب البيعة له، وحرمة الإنكار العلنى لأفعاله، التى قد تعنى الكفر وتوجب القتل.
وتأخذ «داعش» بنواقض الإسلام العشرة ومن بينها: «من لم يكفّر المشركين أو شك فى كفرهم أو صحح مذهبهم كفر إجماعاً»؛ لذا فهم يكفرون من لم يكفّر من حكموا عليه بالكفر. وتسهب «الدولة الإسلامية فى العراق والشام أغلظ من الكفر الأصلى، وجهاد الدفع مقدم على جهاد الطلب والبدء بجهاد من يلوها من الكفار أولى من جهاد من هم أبعد. وفى التعامل مع أتباع الديانات الأخرى، ترى تخييرهم بين الدخول فى الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال. ويتحدث أعضاء لجنة «داعش» الشرعية عن الردة حيث قسموها إلى قسمين: ردّة مجردة، وردة مغلظة، وأن التوبة مشروعة فى الأولى دون الثانية ، بمعنى أن الردّة المجردة لا يتبعها أذى ولا حرب ولا شتم للإسلام والمسلمين ، بعكس المغلّظة وهذه لا يستتاب صاحبها ولا تقبل توبته بعد القدرة عليه لذا هم لا يقبلون توبة الشيعة أو توبة جنود بشار الأسد ، وعقيدة الداعشيين فى الحكّام تختلف عن عقيدة «القاعدة» التى ترى الطاعة لولاة الأمر ما .
مشكلة «داعش» خلاف داعش مع كافة التنظيمات التكفيرية والسلفية أنها وضعت فرضيات وصَدّقت أنها «دولة الإسلام فى العراق والشام»، وأن بذل البيعة لها حق مسلم به، حتى باتت تستبيح قتل مخالفيها، مثلما فعلت بمن وقع بيدها من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإسلامية؛ لأنهم بحسبها مرتدون، وغداً سيستبيح مقاتلوها قتل كل من خالفهم ولم يبايعهم، وسيستدلون لقتلهم باستدلالات فاسدة، وسيقولون نقاتلهم كما قاتل الصحابة إخوانهم وبنى عمومتهم فى بدر وأحد، وهذا استدلال فى غير محله، والإسلام أنقى وأبقى من أن يخدم رسالته من يشوّه صورته، مثلما قتلوا بكل بشاعة موحدين بشبهة الردة، وتناسوا هدى النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى استنكر قتل أسامة بن زيد لرجل شهد أن لا إله إلا الله .
«داعش» هم خوارج بامتياز، والخوارج على طول التاريخ لم يقيموا دولة، وكلما خرج منهم قرن كُسر؛ ولذا ستندحر دولتهم وينكسرون .
الحل للتخلص من داعش.

وأخيراً…
أن ما تقوم به هذه العصابة من إعلان للخلافة وتنصيب للخليفة ليس إلا كذباً وافتراء ومؤشراً لزيادة في الظلم الممارس على الناس في المناطق التي يتواجدون بها حالياً في كسوريا والعراق”.
وداعش تحرف معنى الخلافة لأغراض خاصة بها ، “وهو أمر لا يقتنع فيه إلا الجاهل في دينه وأن إعلان الخلافة الإسلامية وتنصيب البغدادي خليفة هو “استكمال المسرحية الدموية التي يتم عرضها الآن في تلك الدول .