الإدارة الأميركية تكذب.. بقلم: ميساء نعامة

الإدارة الأميركية تكذب.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

المؤتمرات الدولية تُعقد، والسيد الأميركي يصرخ ويتوعد داعش بإزالتها من الوجود، تحالفات دولية بدأت تتحرك وتضع إستراتيجية دفاعية ضد داعش.. والسؤال لماذا الصمت الروسي؟ بل وبصورة أدق لماذا لم تشارك روسيا بالحلف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تترأسه الولايات المتحدة الأميركية والناتو؟. حقيقة الأمر بات يعرفها القاصي والداني أنّ دعم الإرهاب ومكافحته خطان متوازيان لا يلتقيان، هذه الحقيقة أدركها العقل السياسي السوري، وبدأ بمحاربة الإرهاب متعدد التسميات والجنسيات، وشكّل الحلف الأقوى في وجه الإرهاب المصنع أميركياً والممول خليجياً.
سورية ومعها الحلفاء إيران وروسيا والصين والمقاومة اللبنانية اتخذوا القرار منذ اللحظة الأولى لكشف رأس المؤامرة التي بدأت على الورق من خلال مخطط محكم إلى حين البدء بتنفيذه واستحضار شذاذ العصابات الدولية والإقليمية المدربة على حرب الشوارع والتي تحمل في عقيدتها الذبح والتقطيع وأكل الأكباد، لكن مهمتها الأولى دب الذعر في النفوس وهدم البنى التحتية للدولة السورية وتعطيل الحياة فيها وتمزيقها وتشريد شعبها.
هنا تنتهي مهمة تلك العصابات الإرهابية" بحسب المخطط" لتبدأ عملية التدخل الأجنبي واحتلال سورية لأنّ الاستعمار الحديث يعرف حق المعرفة أنّ سورية هي صمام الأمان لمنطقة الشرق الأوسط بكاملها ومتى انتزع هذا الصمام عمّت الفوضى في أرجاء المنطقة برمتها.
هذا المخطط كان واضحاً جلياً بالنسبة للدولة السورية وحلفائها.
أما المسرحية التي يقوم بها اليوم السيد الأميركي وصريخه المستمر ضد داعش ما هي إلا اختراق غير محسوب حدث في المخطط هذا الاختراق هو صمود الشعب السوري وقوة وتماسك الجيش العربي السوري وذكاء العقل القيادي السوري الذي يعمل على تفكيك المخطط الإرهابي ورده على أعقابه.
البروباغندا الإعلامية التي يقوم بها السيد الأميركي ليست بدافع النخوة على ذبح الصحفي الأميركي، بل لخوفه من الرأي العام الأميركي الغافل عما تفعله إدارته من ذبح للإنسانية وعلى ما يبدو أنّ خيوط اللعبة انفلتت والولايات المتحدة الأميركية وفقدت السيطرة على داعش التي أصبحت في عقر دارها.
العقل الشيطاني هو نفسه الموجود والمسيطر على الإدارة الأميركية التي تكذب على الشعوب العربية ويساعدها في ذلك بعض الحكام العرب بحيث يسهل عليها أمر تحريكهم بجهاز تحكم عن بعد، وهي تكذب أيضاً على الشعب الأميركي الذي انتفض لذبح الصحفي الأميركي على يد داعش، ولتخفيف حالة الذعر والخوف الذي أصاب الشعب الأميركي والشعوب الغربية من خطر داعش، فتجد الإدارة الأميركية في الكذب الطريق الوحيد للتعاطي مع شعبها وشعوب العالم.
فعندما تتظاهر واشنطن بمحاربة داعش فهي تكذب على شعبها لأنّها لم تخبره أنّها هي من صنعت داعش وهي من سمحت بتمويله وهي من أقامت معسكرات التدريب له وهي من شاهدت بكاميرات الدواعش كيف أكل داعشي مجرم كبد الجندي العربي السوري بعد أن ذبحه...
الإدارة الأميركية تكذب لأنّها لا تخبر شعبها أنّها هي من أطلقت تسمية دولة الإسلام في العراق والشام وهي من اختصرت الاسم إلى داعش لكي تعطيه الرواج والانتشار، وهي من أطلقت العنان لإجرام داعش ووقعت لها على تصريح واضح بأن تفكك الدولة السورية وتمزق كيانها وكينونتها وتهدم بناها التحتية وتشيع الفرقة والتفريق بين الأديان والطوائف فيها..
الإدارة الأميركية تكذب لأنّها أخفت ما يجري في سورية من إرهاب يقتل ويذبح  في وسائل الإعلام الأميركية والغربية، بل إنّها زيّفت الحقائق وفبركتها وضللت المجتمع الأميركي لكي لا ينتفض على أعمالها غير الإنسانية بحق الشعب السوري والشعوب العربية.
الإدارة الأميركية تكذب إذاً في حربها ضد الإرهاب وسيبقى الكذب وسيلتها الوحيدة، ولكن الجرة الأميركية قد لا تسلم هذه المرة ومن أشعل النار ستحرقه لا محالة....