أفكار في المشروع.. بقلم: د. فايز الصايغ

أفكار في المشروع.. بقلم: د. فايز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

غاب العرب طويلاً عن صناعة تاريخهم بأنفسهم.. عبثاً حاول الرئيس جمال عبد الناصر.. داهمه الموت أو الاستشهاد، أو الاستهداف الطبي المبرمج.. نهض من بين ركام سورية وقيادتها الارتجالية التي سادت في النصف الثاني من الستينيات الرئيس الراحل.. الشهيد حافظ الأسد.. لم يسعفه العرب.. كان متمسكاً بالتضامن العربي، ووحدة العمل العربي المشترك، كان يقبل بالحد الأدنى على أمل التأسيس ثم البناء، راهن على الشارع العربي لكن الشارع العربي لا يزال مدجّناً.. دجنته الحياة ومتطلباتها وصعوبتها كما دجنته الأنظمة العربية الرسمية.
مرّت السنوات والكلّ محكوم بالبيروقراطية السياسية والاقتصادية والاستسلام لحالة الأمن والأمان، لم نكن ندري أنّ هذا هو الذي يسمونه هدوء ما قبل العاصفة..
وفجأة هبت عاصفة "الربيع العربي".. اقتحمت العاصفة أجواء الوطن المجزّأ، وطن سايكس- بيكو وأثارت عواصفه والرياح غبار المنطقة حتى كادت تحجب الرؤية، فيما كان الغرب الاستعماري وزعيمته الولايات المتحدة الأميركية تعمل منذ عقود على تهاوي المشروع القومي العربي جراء تخلي العرب الرسمي عن هذا المشروع تحت تأثير الضغط الاستعماري وتأثيرات "بطر البترول".
ما يجري الآن على الساحة العربية عموماً وعلى الساحة السورية على وجه الخصوص على اعتبار أنّ سورية تشكل الرافعة الأساس في المشروع القومي العربي يُنذر بمحاولات تصفية أدوات المشروع واستهداف مكوناته الوطنية والقومية لحساب التعصب والتطرف والإرهاب وفي مقدمته التطرف والإرهاب الديني بكل أشكاله وإسقاطاته المجتمعية بحيث تسقط الحدود ويتهاوى اتفاق سايكس – بيكو لحساب الإرهاب والتطرف، ومن ثم المجهول..!! في وقت كان المشروع القومي العربي يعمل أو يحاول العمل على إسقاط سايكس – بيكو لصالح الوحدة العربية الشاملة بأية صور من صورها.
اليوم ينبغي أن يتداعى ما تبقى من رواد المشروع القومي لاستدراك ما تبقى من الأدوات والأفكار لوقف الانهيار، ومن ثم إعادة البناء الفكري والمجتمعي على أسس قد تنسف سايكس- بيكو يوماً بأيديها وأدواتها، وتُراكم ثقافة الأجيال لصالح التقدم والحرية والاشتراكية، نعم.. الاشتراكية التي كلّما ابتعدنا عن مفاهيمها ازدادت فرص استهداف قوى التقدم العربية..
سورية اليوم تحتاج للأشقاء العرب ولا أعني للنظام العربي الرسمي.. الأشقاء الذين رفعوا علمها في شوارعهم في ذروة الاستهداف، وها هم يتعاظم عددهم ويتعاظم دورهم.. أنجدوا أيها الشباب العربي سورية تنجدكم اليوم كما أنجدتكم من قبل..
الفكرة تحتاج إلى أقلام وكتّاب وروّاد وربما إلى فدائيين.. وشهداء..