الجنرالات يستشعرون الخطر.. بقلم: د. فائز الصايغ

الجنرالات يستشعرون الخطر.. بقلم: د. فائز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ٦ سبتمبر ٢٠١٤

يعترف "ويسلي كلارك" الجنرال الأميركي المتقاعد والذي شغل منصب القائد العام لقوات حلف الناتو في أوروبا بخطورة تنظيم داعش على الأمن القومي الأميركي، ويعزو الصحوة الأميركية لخطورة تنظيم داعش عقب عملية ذبح الصحفي الأميركي "جيمس فولي" وهي التي وصفها بالصدمة التي نبهت الرأي العام الأميركي إلى خطورة تمدمد وتنامي داعش في المنطقة، مع أنّ تنظيم داعش الإرهابي أقدم على جرائم نفذها في سورية أبشع بكثير، فقد ارتكب المجازر، ومارس مختلف أنواع الوحشية التي تجاوزت ما اُرتكب بحق الإنسانية عبر التاريخ الوحشي للمنظمات الإرهابية العالمية..
الأهم في رأي "ويسلي كلارك" دعوة المملكة العربية السعودية للاعتراف بأنّها ستكون الهدف الأساس لتنظيم داعش الإرهابي باعتبارها الدولة التي صدّرت ما أسماه التأويلات المتشددة للإسلام، وهي المرشحة والأكثر عرضة للتهديد وبكيفية لا مثيل لها لمنظومة داعش الفكرية الوهابية الإقصائية.. وأنّها الهدف الأقرب إلى الدواعش على اعتبار أنّها تملك ترسانة للسلاح غير المستخدم وللمال المكنّز، ما يجعل من داعش قوة إقليمية كبيرة مالاً وسلاحاً.. وشكك "كلارك" بقدرة السعودية على المواجهة على اعتبار أنّ فكر داعش مصدره سعودي وربما يجد من النسيج السعودي ما يلائم الهجمة الإرهابية التي تقودها داعش في المنطقة.
وهذا يعني أنّ من نشر الفكر المتشدد ومن صدّر الإيديولوجيا المتطرفة عليه أن يواجه التهديد الذي استولدته ودعمته وساندته بنفسها وعليها أيضاً أن تستجمع الشجاعة للاعتراف بما اقترفت أياديها، بما يعني أيضاً أنّ على السعودية أن تتحمل وزر اللعب على أوتار الطائفية.
أما الجنرال "مايكل هايدن" المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية CIA فيؤكد رداً على سؤال بأنّ إمكانية شن داعش الإرهابية هجوماً على الغرب وأميركا هي مسألة وقت، وأنّ الأمر لا يتعلق بالفرضيات ولا بالنوايا وإنّما يتعلق بمسألة الوقت معترفاً بأنّ الضرورة تقتضي تعاوناً دولياً لدحر داعش والتصدي للخطر قبل امتداده الإقليمي المتوقع، ولم يستبعد السعودية والأردن ولبنان من التعرض للخطر الداهم..
ومن الجنرال الأميركي "ويسلي كلارك" إلى الجنرال "مايكل هايدن" نختتم بالجنرال التركي المتقاعد "خلدون سولماز تورك" الذي نبّه إلى الخطر القادم على تركيا وهو يعتقد أنّ خطر تنظيم داعش الإرهابي قد يبدأ عملياته الإرهابية داخل تركيا في وقت قريب، وأنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم يعيش هذه الأيام فترة عصيبة وحالة توتر وقلق واضح لفقدان السيطرة على داعش وعدم القدرة على ضبط العمليات الإرهابية التي قد تشهدها تركيا في المستقبل القريب.
هذا حديث الجنرالات.. وقبله حديث السياسيين وغيرهم من كتّاب وصنّاع الرأي العام يؤكد ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد منذ سنوات من أنّ دعم الإرهاب وتمويله ومساندته ومنحه الضوء الأخضر لاستهداف سورية سيرتد ليس على دول المنطقة المسؤولة عن رعاية الوليد الإرهابي فحسب وإنما سيرتد على دول العالم كلّه.. الأمر الذي يستوجب تضامن العالم ضده بعيداً عن الحسابات والأطماع الاستعمارية، والأهم بعيداً عن تسخير طاقات العالم لخدمة مصالح إسرائيل وإرهابها الموصوف المتناغم مع إرهاب الدواعش.