الحرب صولات وجولات..فهل هذه الجولة الأخيرة بسورية ؟؟

الحرب صولات وجولات..فهل هذه الجولة الأخيرة بسورية ؟؟

تحليل وآراء

الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠١٤

في هذه الأيام كثر حديث الاعلام المتأمر عن انتصارات ميدانيه للقوى المسلحه المعارضه للنظام السوري ,, وأخذت هذه الانتصارات "الوهميه" مساحة اهتمام كبيره على الصعيد الإعلامي لأنه الوحيد المتحدث فيها الآن والكلمة الفصل والأولى والأخيرة للإعلام بهذه الانتصارات" الوهميه " لأنها مازالت حبيسة أخبار الإعلام وأقلام الكتاب ودراسات المحللين,,،
ومع هذا الحديث الاعلامي وبعد مراجعه دقيقه لموازين القوى على الارض  لم  نرئ لهذه الانتصارات أي  وجود  على أرض الواقع وفق حجمها المتحدث به اعلاميآ مع التأكيد أكثر من مرة أن هذه الانتصارات "الوهميه " ليست إلا صنيعة الإعلام،,,
 فالحرب على سورية مستمرة منذ ثلاث سنوات وأكثر وعلى جميع الجبهات ومن الممكن توقع عمل ما من أي جبهه، فهذه المعارك ليست وليدة الساعة,, وهذه الانتصارات التي اتسع حجمها إعلاميآ لها هدفان بهذه المرحله على مايبدو، الهدف الأول الضغط على الدولة السورية للجلوس على مائدة المفاوضات وفق شروط تمليها عليها توليفة دول التأمر، وهذه الفرضيه سقطت بعد سلسلة الانتصارات بالميدان العسكري والسياسي للدوله السوريه،،،
والهدف الثاني وهو المؤكد وهو تشتيت جهود الجيش العروبي السوري في محاولة لإيقاف تقدمه على الأرض وتشتيت الخطط اللوجستية للمعارك وخاصة  بمعاركه الكبرى الان بالغوطه الشرقيه وحي جوبر الد مشقي وتطويق باقي المسلحين المتبقين ببعض مناطق القلمون السوري ,,ومعارك الشمال السوري وخصوصآ معركة حلب الكبرى وريف ادلب ,ومعارك الشرق السوري بالحسكه ودير الزور وضرب معاقل داعش بالرقه ,,,ومعارك الوسط السوري في ريف حماه وريف حمص ,,ومايجري الان جنوبآ  بريف القنيطره من معارك كبرى ومنها انطلاقآ الى بعض المناطق بدرعا وريفها ,, وتعتبر معارك القنيطره وبعض مناطق درعا هي المعارك  الحا سمه التي سيحطم  بها الجيش السوري حلم الكيان الصهيوني باقامة حزام امني له بالقنيطره،،
ومع هذه الانتصارات للجيش السوري وتعدد جبهات المعارك وتحطيم الاحلام والاوهام تحت ضربات الجيش العربي السوري و التي تحاول الان الكثير من القوى المنخرطة بتوليفة المؤامره على الدوله السورية إضعاف القد رة اللوجستية واستنزاف قدراته البشريه  والهدف من هذا الاستنزاف هو قتل الاراده عند المقاتل بالجيش  السوري و أيقاف تقدم القوه الناريه العسكريه السوريه على الارض ,,
فاليوم هناك حديث و كلام "اعلامي" عن اجتماعات استخبارتيه تعقد هنا وهناك، أو اجتماعات دراماتيكية تعقد بين خماسية "اوباما – وقوى الائتلاف  " و "اولاند – وال سعود" وتوليفة ال سعود – وقوى الائتلاف  "و" توليفة الائتلاف - وحكام بني صهيون "فهؤلاء اجتماعاتهم بشأن سورية منعقده بشكل دائم و مستمرة منذ ثلاث سنوات واكثر ولم يفلحو بشيء ، لأنهم اصطد موا بقوة ضاربة راهنوا على سقوطها أكثر من مرة,,وهي الاراده للمقاتل بالجيش السوري والقوه الناريه التي يملكها الجيش العربي السوري,والهدف من كل ذلك وفق الروايه الصادره عن هذه الاجتماعات هوضرب المنظومه العقائديه للجيش العربي السوري وماسيتبع ذلك من  تعديل لميزان القوى على الارض السوريه ,وخصوصآ محاولة العوده  الى أشعال معارك جانبيه  بدمشق من خلال العوده من بوابة الجنوب والوسط  السوري للدخول الى دمشق ,,
و هنا لا أريد أن أنفي هذه الرواية من أساسها، فالوقائع على الأرض تقول إن كل جبهات السوريه مشتعلة وخاصة الشرقيه والجنوبية  والوسطى منها فهذا الشيء ليس مفاجئآ  لأن محاولات الوصول إلى دمشق مركز الثقل السياسي والعسكري هو هدف هذه القوى الاستعمارية منذ بداية الأزمة، ونتوقع كل يوم حصول معركه باي جبهه من هذه الجبهات  وليس الجنوبية او الشرقيه او الوسطى  فقط,,,
 وقد تقوم هذه الدول بدعم استخباراتي ما محد ود وليس متوسعآ بطريقة عمله بمحاولة يائسة لإسقاط درعا المدينه وريف القنيطره وريف حماه وبعض مناطق ارياف حمص وتوجيه بعض المسلحين إلى الغوطتين والقلمون  لمحاولة كسر الحصار عنهما ولتخفيف الضغط عن المسلحين بالغوطتين  وبالقلمون خصوصآ ولهم بذلك عدة محاولات يائسة تكسرت على مشارف دمشق والهدف الرئيسي هذه المرة إسناد المسلحين في "الغوطه الشرقيه" منعآ لسقوطها لأن سقوط الغوطه الشرقيه يعني لهم سقوط كل ما يلي الغوطه كأحجار الدومينو ,,ومحاولة فتح جبهة القلمون من جديد ,ولهذا نرئ الآن ونسمع أحاديث عن هذه المعارك "الوهميه " المفبركة إعلاميآ ,,والهدف الرئيسي لها هو تشتيت جهود القيادة العسكرية السورية الراميه الى  "الحسم السريع " للمعارك وهذه الفرضيه هي الأقرب إلى الواقع ،وليس كما يتحدث البعض عن أن هذه الهجمه الاخيره هدفها  التوسع جنوبآ باتجاه العمق الدمشقي ,, فهذه العملية التي حينها لو قرروا فعلآ الولوج أكثر باتجاه الجنوب الدمشقي فهذا يعني أن دمشق ستكون مقابر لهم وهم يعلمون ذلك ولهذا لن  يجازفو بمخاطره كهذه ,,
فهم حاولوا  في مناسبات كثيرة وفشلوا وذاقو مرارة الهزيمة هم ومسلحيهم، ولذلك لا ترغب أمريكا بهذه العملية وبحجم اتساع يزيد عن مخططهم هذا وعن هذه الفرضية التي تبقى فرضيه  وليست أمرآ واقعا، فلو قامت أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون فعلآ بما يتحدث به الإعلام بمجازفة كبيره كهذه وفشلت فعندها تعلم أمريكا وجوقتها أنها رمت بآخر أوراق القوه لديها وأنها هي حينها ستكون الحلقة الأضعف في ميزان التسويات المقبلة في سورية، ولذلك لا أعتقد أن يذهب اوباما واولاند وكاميرون وميركل إلى حماقة كهذه وبالمقابل لن يسمحوا أن يذهب "آل سعود "و حلفهم الصهيوني بمغامرة ما تحت غطائهم وتفشل هذه المغامرة الحمقاء وعندها هم انفسهم سيقبلون بشروط الدولة السورية وحلفائها وليسوا هم  من سيفرضون شروطهم على مائدة التسويات المقبلة كما يعتقدون"واهمين",,
 وأعود لمعركة الإعلام فقد شاهدنا  تقارير إعلامية تتحدث عن صواريخ يقا ل إنها حرارية وغير حراريه تستهدف إسقا ط الطائرات وضرب المدرعات العسكرية ويقال إنها وصلت  لمقاتلي  ال سعود بدرعا وريف ادلب والقلمون وريف حماه ، فهذا لم يحصل ولن يحصل إلا بضوء أخضر أمريكي وأمريكا أخذت قرارا لا رجعة عنه وهو عدم تزويد المسلحين  على الأرض بأي سلاح ثقيل ولن تسمح بذلك ولها أسباب نعلمها جميعا بأ خذ ذلك القرار والحزم في تطبيقه، ولن تستطيع جوقة" آل سعود " إيصال هذه الأسلحة إلى  المسلحين إلا بضوء أخضر أمريكي وهذا الضوء على الأقل بالوقت الراهن لن يعطى "لآل سعود" ولا لغيرهم,,,
خاصة بعد أن سيطرت قوى "النصرة" وما يسمى "الجبهة الإسلامية" و "داعش" على مستودعات ما يسمى بالجيش الحر في ريف حلب بالعام الماضي ,,وعليه حينها أخذت أمريكا قرارها بعدم تزويد هذه المليشيات مما يسمى القوى المعتدلة على الأرض وفق وصف أمريكا لها بأي نوع جديد من الأسلحة,,،
و مع الحديث الان عن عودة مناقشه هذه القرارات بدوائر صنع القرار الأمريكي وليس أخذ قرار بالتزويد من جد يد وحتى إن تمت الموافقة المبدئية على التزويد فهذا طبعا لن يكون في اليوم التالي لهذه الموافقة بل سيأخذ عدة أسابيع حتى ينفذ على أرض الواقع ,,
وجاءت عودة طرح مواضيع تسليح المعارضه  السوريه  بعد اجتماع استخباراتي ضم كل من رؤساء اجهزة الاستخبارات الامريكيه  والفرنسيه  والبريطانيه الالمانيه والاستراليه  والاسرائيليه والسعوديه  والتركيه  والقطريه ,,ويقال وفق ما صدر عن وسائل الاعلام العربيه والغربيه ,, بأنه عقد اواخر شهر تموز الماضي  بالعاصمه الفرنسيه  باريس ,,ويقال بأن الهدف الاجتماع  كان هو كيفية تطويق تمدد داعش وبجانب أخر وعلى هامش الاجتماع  أخذ قرار للقيام بعمل ما يحقق نوعآ من التوازن العسكري على الأرض السوريه ، وليس كما يعتقد البعض ويتحدث بأنها محاولة لإسقا ط النظام العربي السوري  في عقر داره وتحديدا في العاصمة د مشق، فمن يتحد ث بهذا المنطق فهو لا يدرك الواقع، وكل شخص يتحدث بهذا المنطق هو إنسان يهرف بما لايعرف، والسبب بسيط أنه لو استطاعت أمريكا وجوقتها المعروفة الوصول لدمشق لكانت وصلت إليها منذ أمد ولكن تدرك هذه القوى انها  لم تقدرولن تقدر للوصول للعاصمة د مشق للاسباب المذكوره سابقآ,,
بالنهايه ,,لا احد يستطيع أن ينكر ان تحريك مجموعة جبهات مره واحده سيزيد من العبئ على المقاتل بالجيش السوري وحتى لوكانت هذه الجبهات وهذه المعارك هي معارك وهميه ومعارك جانبيه لاتهدف لمسك الارض الا انها على الاغلب ستحقق بعضآ من اهدافها وعلى الاقل هدف الاستنزاف للقدرات البشريه والناريه للجيش السوري ,,ولكن الحرب صولات وجولات ,,فهذه الجوله ستهزم كما هزمت جولات سابقه هكذا يتحدث القاده العسكريين والسياسيين بسوريا,,ولكن هذه المره الامور مختلفه فاذا صحت اقوالهم فهذا يعني أن سوريا وجيشها وشعبها ونظامها السياسي  ,,قد اسدلت الستار على  اخر فصول الحرب على سوريا,, ومن نتائج هذه الجوله الاخيره ستكتب عناوين جديده لكل الاحداث المستقبليه المتوقعه بسوريا ولهذا سنترك الحديث عن النتائج المستقبليه لهذه الجوله شبه الاخيره على سوريا للايام القادمه لتعطينا الاجابات على كل هذه  الاسئله والتكهنات حول هذه الجوله شبه الاخيره  للحرب على سوريا ........