وصايا عشر .. ولكن إنسانية.. بقلم: عبد اللطيف البني

وصايا عشر .. ولكن إنسانية.. بقلم: عبد اللطيف البني

تحليل وآراء

الأربعاء، ٣ سبتمبر ٢٠١٤

الرحمة لا تعرف القوة, بل إنّها تنهمر كالمطر اللطيف من السماء على الأرض التي تحتها.. الوصايا العشر المهمة بكل الديانات سواء كانت إبراهيمية أم الديانات الفلسفية أم حتى الوثنية جميعها تقريباً واحدة: لا تقتل, لاتزن, لا تسرق, لا تسرف, احترم أبويك, قل الحق ولا تشهد الزور, لا تأكل مال اليتيم, لا تشتهِ امرأة أو عبد أو آمة غيرك.. طبعاً بالإضافة إلى التوحيد وعدم الشرك بالإله الواحد عند الديانات الإبراهيمية. وهناك تناقضات كبيرة بالديانات اليهودية والإسلامية وتناقضات أخف عند المسيحية (في العهد الجديد) كامنة بين الوصايا والأسفار والآيات والمسار التاريخي المليء بالعنف، هذا عدا عن كونها وصايا مشروطة بالإيمان الكامل بالإله نفسه, وعدا عن محدوديتها التي تخص المجموعة المؤمنة به, وتخرج كل آخر من دائرة الحماية لنفس المجموعة. كل إنسان ارتقى أخلاقياً لمقامٍ أسمى من محدودية المذاهب والأديان إلى الإنسانوية الكاملة، بإمكانه ببساطة أن يضع وصاياه الأخلاقية, وفي كتب الأخلاق الإنسانية والتطور الإنساني الأخلاقي كثير من الوصايا جمعت عشر وصايا أخلاقية إنسانية؛ الوصية الأولى: ابنِ أفكارك الخاصة على أسسك العقلانية ومن تجربتك الخاصة ومناقشة أفكار الآخرين, ولا تسمح أن يقودك أي أحد بشكل أعمى وكن فضولياً في كل شيء. الوصية الثانية: عامل إخوانك بالإنسانية, والأحياء الأخرى (بقدر الإمكان) والعالم بشكل عام بحب وأمانة واحترام, لا تتصرف حيال الآخرين بالطريقة التي لا تريدهم أن يتصرفوا من خلالها تجاهك, واسأل نفسك دائماً كيف كنت لأشعر لو عاملني أحدهم بهذه الطريقة. الوصية الثالثة: لا تلقن أطفالك, بل علمهم طريقة التفكير المستقبلية، وكيفية التأكد من الأدلة, وكيف يمكنهم بشجاعة مخالفتك الرأي, لا يوجد طفل مسلم أو طفل مسيحي أو طفل يهودي أو هندوسي, إنما يوجد أطفال لأبويين يعتنقون الأديان أو المذاهب. إنّ الأديان متناقضة في داخلها وفيما بينها، فلندع الأطفال يتعلمون الأديان المختلفة, كل الأديان, ويستخلصون أخلاقياتها وتناقضاتها، أما فيما يتعلّق باختيار الدين الحق فلندعهم يقررون هذا عندما يصبحون في عمر يؤهلهم لذلك الاختيار. إياكم والمدارس متوحدة الاتجاه الديني والاجتماعي والعرقي وخاصة في البلدان المتعددة والمتنوعة, فإنّ معرفة الآخر وخاصة في الطفولة تكسر حواجز الكراهية بسبب جهل الغير, وتجعلهم محصنين ولديهم المناعة الكافية أن يكونوا مدجنين جاهزين لشيطنة الآخر ووقود حروب السياسيين الدينية والعرقية. الوصية الرابعة: لا تهمل الشرّ فيكبر, أو تتمهل في فعل الخير فيستحيل، وكن مستعداً دائماً لغفران الإساءة التي ارتكبت بحرية ونالت الندم الصادق. الوصية الخامسة: اسع دائماً للمعرفة المتجددة ومن دون حدود أو عوائق, واختبر وتأكد من كل شيء وقارن أفكارك مع الواقع وكن مستعداً لترك أي فكرة آمنت بها ودافعت عنها لزمن كحقيقة مطلقة مهما كانت ما لم تتطابق مع الواقع. الوصية السادسة: لا تمنع أحداً من إبداء الرأي, أو تبتعد عن الآراء التي تخالفك, واحترم دائماً رأي الآخرين وحقهم في أن يكون لهم رأي مختلف عن رأيك. الوصية السابعة: لا تقلل من شأن الآخرين ولا تحاكمهم أو تظلمهم على أساس العِرق أو الدين أو الجنس. الوصية الثامنة: تمتع بالحب دائماً (شرط ألا تتسبب بأذى لأي آخر) ودع الآخرين يفعلون الأمر نفسه في ما يتعلق بذلك, بغض النظر عما هم عليه والذي ليس من شأنك أبداً. الوصية التاسعة: ابتعد عن السلوكيات القاتلة لإنسانيتك لفظاً, وابتعد عن ممارسة الكراهية والحقد والانتقام. الوصية العاشرة: الصحّ والخطأ هو المبدأ الأساسي لحكمنا على تصرفاتنا، هذا الحكم البعيد عن رجاء نعيم الجنة أو الخوف من وعيد الجحيم..