طائر المطر!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

طائر المطر!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢ سبتمبر ٢٠١٤

 (وَرْوَارُ هذا العام بكّرَ بالمجيء، فرحتُ أسألُ، عارفاً بالطير يُنبئُ بالمطر).
نحب المطر، لأنّه البقاء المزدهرْ.. والطائر الذي يخبر ويبشر بالسقي والآمال له منا كل التحيات والتقدير والتبريكات.. وليس لنا وحدنا، في هذه الحارة أو تلك المدينة أو هذه الجبال والسهول والتلال.. إنّه طائر المطر عند السوريين، وعند المحبين وعند الأشجار والفصول في جميع الحارات، التي تمر بها وتنطلق منها أحلام الخير والرزق والشجر والبشر والطير..
ظلال أجنحة سرب الطائر المطري ملأت الأرض، بالطول والعرض.. تحدت القتل وقحط العواطف وسوء تقديرات العواصف، الغبارية وسواها..
جاء طائر المطر مبكراً أيتها السوريا العاتية الأشواق في زمن الأرزاق الواطئة الدونية..
شرس جداً قحط الحب والأمنيات..
والأشرس هؤلاء القاتلون، المتوحشون أكثر من جميع الوحوش الضارية، التي أنجبها الشر والشره والشدق المفتوح على مستقبل وحاضر العض؟!
مجنون جوع هذه الوحوش البشرية الغادرة، التي تقتل المطر والطير والشجر، والأفق والبشر.. والصمت والحكي، والبوح والوتر..
في سنة سابقة بكّر الوروار بالمجيء، ونبأ بالمطر.. أحدهم أخطأ واصطاد واحداً من عائلة هذا الطائر المطري البهيج المبشٍّر.. استيقظ الصباح في اليوم التالي: سقطت سيارة البلدة خطأ تحت حافة الطريق.. لم تفرح شهية الصائد بطائر (الحوم) المطري.. وحامت حول القلوب شبهات الأسى والأحزان.. بعد هذه التجربة جاء الطائر والمطر.. ولم يقتله إلا الوحوش. الذين عممتهم همجية الحضارة الغربية الجائعة..
والآن تحاربهم خوف أن تصل أنياب وحشيتهم إلى أجنحة طيورها وأمطارها..
المطر على الأبواب أيتها الـ سوريا.. والطائر يلقي على التلال والغلال والقرى والبلدات والحقول والعقول، وعلى المحزونين والمقبلين على بساتين الأمل والأمنيات.. يلقي خطب الغيمات والرياح، ويعلم من جديد المفاهيم المطرية.. يعيد ترتيب أوراق الفصول، التي مزقتها الهمجية الخزرية.. التترية الغربية..
منذ القديم: سورية تعالج مآسيها بالمطر والبروق.. وتواجه وتتحدى الليل والعتمة بالشمس والشروق..
مطر وسوريون وطائر حبهم..
مطر يهزم موتاً فادحاً.. وسوريون يحبون، ويتدرؤون بالحب والألفة من الوحوش بكل تعريفاتها وتلفيقاتها وتسمياتها..
مطر السوريين يقتل وحش القحط..
(وروار) هذا العام بكّر بالمجيء رغم فداحة التدابير الوحشية.. بكّر بالحضور لقتل الفداحة والخراب..