ماذا تُعدّ موسكو وحلفاؤها لمواجهة الزحف الأميركي؟

ماذا تُعدّ موسكو وحلفاؤها لمواجهة الزحف الأميركي؟

تحليل وآراء

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠١٤

يرى مراقبون أنّ الحراك السياسي على مسرح السياسة العالمية في الآونة الاخيرة يدلّ على أنّ العالم بات قاب قوسين من الانقسام ما بين مُعسكرين دوليّين تقودهما الولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية.
من الطبيعي أن تصبح موسكو مقصداً لصنّاع السياسة الخارجية في العديد من دول العالم، في اعتبار أنّها تشكّل بوصلة التحرّك في وجه المخططات الغربية، وخصوصاً في الشرق الاوسط. ومن أبرز الاحداث السياسية التي شهدتها العاصمة الروسية نهاية الاسبوع المنصرم لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيره الروسي سيرغي لافروف. ظريف جاء الى روسيا تحت عنوان مناقشة تفاصيل بنود الاتفاق النهائي الذي تعمل إيران على تثبيته مع مجموعة (5+1) في شأن برنامجها النووي.
لكن ما رَشح عن اللقاء في السر والعلن يؤكد أنّ لتلك الزيارة خلفيات أهمّ من المُعلنة، خصوصاً أنّ ظريف قد وصل إلى موسكو بعد زيارته العراق وزيارة مساعده حسين امير عبد اللهيان المملكة العربية السعودية، ما يعني أنّ الملف الأهم لثلاثية طهران - الرياض- بغداد كان المحور الاساس للقاءات ظريف في روسيا، أيّ الازمة السورية، وخصوصاً أنّ التقارب السعودي - الايراني في الملف العراقي قد أنتجَ حكومة جديدة، وفي الوقت نفسه وضع الازمة السورية على نار حامية في ظل الحراك الاميركي الهادف إلى حشد تحالف دولي لمواجهة تمدّد «داعش» في أرض الكنانة وبلاد الشام.
لا تنفي أوساط الخارجية الروسية أنّ «الازمة السورية كانت القضية الأبرز على طاولة البحث بين الرجلين اللذين عرضا لكلّ تفاصيل مواجهة التنظيمات الارهابية في المنطقة، خصوصاً أنّ الجانب الايراني أبدى تخوّفاً لافتاً من تغلغل عناصر متشددة في عديد من دول المنطقة، الأمر الذي لقيَ تفهّماً من الجانب الروسي في اعتبار أنّ الأميركيين يرفضون التعاون مع السلطات السورية في حربها مع الارهاب المتمثّل بمسلّحي تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، فيما يُوجّهون ضرباتهم إلى هذين التنظيمين الإرهابيين في العراق».
لا شك في أنّ طبخة ما يُعدّها الروس وحلفاؤهم لمواجهة الزحف الاميركي المعنوَن بـ«مكافحة الارهاب»، ما يعني أنّه لا بد من تكوين تحالف يُحاكي التحالف الغربي في المنطقة لكَي لا يستفرد الأميركيون بمجريات الاحداث فيها، لأنّ ذلك سيؤدي حتماً الى إزالة أنظمة وتركيب أخرى وفق المقاسات الغربية. وبما أنّ سوريا تشكّل محوراً مفصلياً في المنطقة، فإنّ رائحة الطبخة قد تفوح قريباً، وذلك خلال الزيارة المتوقعة للرئيس الايراني حسن روحاني الى موسكو خلال الشهر الجاري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وعلى رغم أنّ الاوساط السياسية والديبلوماسية الروسية تحرص على عدم تسريب معلومات عن ملامح الطبق الذي تعمل موسكو وحلفاؤها على إعداده، إلّا أنّ مؤشرات عدة تدلّ على أنّ صقور الكرملين قد باتوا على استعداد للبدء بجولة مواجهة باردة مع الغرب، خصوصاً أنّ المعلومات المتوافرة لدى الخبراء الروس تفيد بأنّ حلف شمال الاطلسي قد باشر مشاوراته لتأليف قوة من 10 آلاف جندي من 7 دول، هي: بريطانيا، الدنمارك، النروج وهولندا، وثلاث دول أخرى من الفضاء السوفياتي السابق هي: لاتفيا واستونيا وليتوانيا، لتعزيز انتشاره العسكري للردّ على تدخّل عسكري روسي مُحتمَل في اوكرانيا التي أعلن رئيس وزرائها أرسيني ياتسينيوك أنّ وضع بلاده «خارج الاحلاف» لم يعد مقبولاً، وأنّ العمل بدأ بالإجراءات القانونية للحصول على عضوية حلف «الناتو»، الأمر الذي تعتبره موسكو تحدياً لها.