لن نقع في وهم الإدارة الأميركية.. والآن ماذا بعد؟!

لن نقع في وهم الإدارة الأميركية.. والآن ماذا بعد؟!

تحليل وآراء

الأحد، ٣١ أغسطس ٢٠١٤

لقد أخذ الأميركيون قرارهم ليس فقط بالتحليق فوق الأراضي السورية، والقيام بعمليات استطلاع بل وضعت قيادة الأركان الأميركية نقاطاً محدَّدة ضمن بنك أهداف لتوجيه ضربات إليها، ما يعني أننا سندخل مرحلة جديدة من المواجهة على مستوى المواجهة، وهذه المرة بتزاوج الخارطتين العراقية والسورية باعتبار أنَّ "داعش" تنتشر عليهما.
بالتأكيد لن نقع في وهم أنَّ الإدارة الأميركية تريد فعلاً القضاء على "داعش" وإعادة رسم واقع جديد للقوى المتصارعة على الأرض لأنَّ الواضح من خلال قراءة المواقف الأميركية والأوروبية أنَّ العمليَّات المتوقَّعة هي عمليات تجميليه لرسم خارطة محدَّدة ليس أقلَّها ترسيم خارطة كردستان وتوضيب تواجد "داعش" في الخارطتين السورية والعراقية، دون أن يتجاوز ذلك حلفاء واشنطن في المنطقة وتحديداً السعودية والكويت  وصولاً إلى الأردن الذي وجَّهت "اسرائيل" إنذاراً بأنَّ أي اقتراب منه سيعني تدخلاً إسرائيلياً مباشراً لمنع أي تغيير في الواقع الأردني.
واشنطن تريد الحفاظ على وضع أربيل وهي حكماً لن تضرب داعش بالقرب من دمشق أو حلب بل في الخط الممتد من الرقة إلى دير الزور إلى كردستان، وواشنطن لن تعمل لوضع حد لما تقوم به "داعش" من مجازر لا بحق الجيش السوري ولا بحق الأقليَّات كما جرى مؤخَّراً للمسيحيين والإزيديين وغيرهم.
أربيل تعني الكثير للأميركي و"الإسرائيلي" ونطاق عمليات الطائرات الأميركية سيظل في هذا النطاق ، لكن الأخطر هو ما يطال أهدافاً مبطنَّه لدى الأميركيين في مرحلة ما ستحاول الإدارة الأميركية أن توجه ضربات ولو ببطء للجيش السوري تحت ذرائع  عديدة  تتفنَّن عادةً الإدارة التذرّع بها.
لن يتوهم أحد بالنوايا الأميركية لأنَّ واشنطن بالأساس لا تريد حلاً للأزمة الآن، وهذا هو الموقف "الاسرائيلي" ولا الأطراف العربية المشاركة في الحرب على سوريا تريد ذلك، بل هي مجبره لأكثر من اعتبار على مواجهة "داعش" لكنها تتمنى لو ينحرف التدخل الأميركي باتجاه المواجهة مع الرئيس السوري بشار الأسد.