هل يُقرّب قتل "القطاعنة" الحرب بين مسلحي درعا..؟

هل يُقرّب قتل "القطاعنة" الحرب بين مسلحي درعا..؟

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ أغسطس ٢٠١٤

بينما كانت الانظار شاخصة الى تطورات الشرق والشمال السوري مع احتدام المعارك بين تنظيم "داعش" وخصومه تسلل خبر إغتيال النقيب الفار "قيس القطاعنة" قائد ما يُسمى الوية العمري في درعا والمسؤول العسكري لـ"لجبهة ثوار سوريا في القطاع الجنوبي".
قتل القطاعنة - وفق رواية تنسيقيات الجماعات المسلحة - تم على يد المدعو "قيصر حبيب" المعروف من قبل المسلحين بانه ناشط اعلامي (حيث حصل جدال بين الطرفين خلال اجتماع في منطقة جلين بريف درعا الغربي ، ودار نقاش حاد بين الاثنين قبل أن يأمر القطاعنة مرافقيه بتقييد “قيصر” ووضعه في صندوق السيارة، مما دفع الأخير لإشهار مسدسه وإطلاق 4 رصاصات ، أصابت 3 منها القطاعنة الذي توفي لاحقاً بإحدى المشافي الاردنية ، فيما استقرت الرابعة في جسد أحد مرافقيه الذي ما زال يرقد بالمشفى، ليرد مرافقو القطاعنة بإطلاق النار على قيصر الذي اصيب برصاصتين).
طبعاً هذه رواية المسلحين ولكن مصادر ميدانية سورية وضعت عملية قتل القطاعنة في إطار التناحر الدائر منذ أشهر بين جبهة النصرة ومسلحي ما يوصف "الجيش الحر" و"جبهة ثوار سوريا" ، وما رافقها من اتهامات متواصلة بين الجانبين حول سرقة اموال المساعدات والمحاصيل الزراعية وصولاً الى تحميل المسؤوليات عن التخاذل عن "نصرة" المسلحين خلال المعارك التي جرت مع تنظيم "داعش" في المحافظات الشرقية السورية.
الاسباب هذه قد تكون طبيعية ضمن "صراع امراء الحرب" في الجنوب السوري ، الا انه مع التمعن في ظروف قتل "القطاعنة" يتبين ان الامر لا يقتصر على مجرد صراع محلي على الاموال والنفوذ فقط ، ولا تستبعد مصادر سورية متابعة تورط اجهزة استخبارات خليجية واردنية في مشروع تصفية الحساب الجارية بين الرياض وحلفائها من جهة وانقرة والدوحة من جهة اخرى ، فبات هؤلاء يعملون في سوريا على تقوية الجماعات التابعة لهم وإضعاف الخصوم.
وما يعزز هذا الانطباع تأكيد مصادر سورية ان "قيصر حبيب" هو مراسل معتمد على قناة الجزيرة القطرية ومتحدث باسم جبهة النصرة رغم انه كان يضع علم "الجيش الحر" خلفه للتمويه من اجل سياسة القناة.
وفي هذا السياق يبدو ان قتل "القطاعنة" يأتي ضمن مسلسل "حروب التصفية" بين "النصرة" و"جبهة ثوار سوريا" ، فالاولى تنتابها خشية من تمدد جماعات مسلحة على حسابها في درعا وفق مخطط اردني - سعودي - اميركي يقضي بتقديم الدعم الى الفصائل المعارضة للنصرة التي يثير انتشارها على الحدود الاردنية - السورية قلق عمان المتوجسة من انتقال شرارة النيران السورية اليها.
واقع ربما رفع منسوب خوف "النصرة" من تشكيل "جماعات" تحاربها جنوب سوريا ، فبدأت حروب التصفيات والاعتقالات ،  وبلغت ذروتها في شهر ايار / مايو الماضي حينما اعتقلت النصرة المدعو احمد النعمة رئيس ما يسمى المجلس العسكري التابع في محافظة درعا وحينها اتهمت الجبهة "النعمة" واتهمته بتسليم بلدة خربة غزالة المشرفة على اوتوستراد درعا - دمشق الى الجيش السوري اضافة الى السعي لتشكيل مشروع "صحوات جديد" يهدف الى محاربة الجبهة بحسب معارضين سوريين.وهو ما ردت عليه "جماعات الجيش الحر" باغتيال أمير جبهة النصرة شرق درعا "علي النعيمي".
احتدام الصراع بين مسلحي الجنوب السوري يظل مربوطاً برغبة الاطراف الخارجية في تأجيج النيران و مدى مصلحتها في ذلك ، خاصة وان سرعة امتداد نيران الاقتتال بين "النصرة" وخصومها قد تفوق المتوقع ، بعدما حملت الساعات الاخيرة خبراً يؤكد مصرع "خالد السلطي" قائد كتيبة "يحيى السلطي" التابعة للواء "المهام الخاصة" على يد مجهولين في بلدة الطيبة بريف درعا....