نفسيّة الوزراء السابقين بعد التشكيل الجديد!.. بقلم: د. سمير صارم

نفسيّة الوزراء السابقين بعد التشكيل الجديد!.. بقلم: د. سمير صارم

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ أغسطس ٢٠١٤

الناس تفكر اليوم - قبل التشكيل الوزاري الجديد - : من سيبقى من الوزراء ومن سيأتي ومن سيكون بديل من... الخ؟؟!.. إلا أنني من جهتي لا أفكر بمن سيأتي وبمن سيغادر، بل كيف سيكون عليه حال الوزراء الذين سيتركون كراسيهم !..وتحديداً أحوالهم النفسية!..
فقبل أيام كانوا سلاطين زمانهم.. المنافقون يحيطون بهم، والمتملقون لا يملون مدحهم، وأصحاب المصالح يزيّنون لهم أعمالهم وربما شراكاتهم ، وبالكاد كان أولئك الوزراء يجدون فسحة قليلة من الوقت لاستقبال صديق، أو زيارة رفيق إلا إذا كان في الأمر مصلحة عمل، وهنا لن نتهم ونقول مصلحة خاصة!.
اليوم أصبح الوزراء السابقون أناساً عاديين, يشكون الفراغ, يتساءلون أين صار الخلّان, وأين اختفى المدّاحون, وعارضو الشراكات، والملل يصيبهم بسبب قلّة الشغل!.. وهذا التغيير سيؤثر على نفسياتهم بالتأكيد, لذلك أتساءل:
- ألا يجتاح كل وزير سابق لطبيب نفسي يساعده في التغلب على المنعكسات السلبية لترك كرسي الوزارة بكل امتيازاته وامتيازاتها المعلومةـ وغير المعلومة، ليساعده على تجاوز مشكلاته النفسية التي سيعانيها بالتأكيد بعد انفضاض الناس من حوله, وخاصة المدّاحين!..
أعتقد فعلاً أنّهم سيكونون بحاجة إلى طبيب نفسي حتى لو لم يعترفوا بذلك, لأنّهم سيشكون الفراغ, ويشكون الوحدة, ويفتقدون النفاق والمديح، ومن يوحي لهم بأنهم (فلتة زمانهم في هذه الوزارة وكل من سبقهم لم يكونوا أهلاً لها)، ولم تعد تصريحاتهم وصورهم تتصدر الصحف ونشرات الأخبار!.. وعندما يمرون في شارع أو يدخلون محلاً لن يجتمع الناس حولهم!... كما لن يكون عندهم من يلقون عليه الأوامر فيردون عليهم بعبارات نفاق مثل: "أوامركم" وما شابه.. وفي الحديث الذي يسبق تلقي الأوامر كان يسمع عبارات مثل: "كلامكم صحيح".. حتى قبل أن يقوله.
هي مشكلة بالفعل .. بل هي مشكلات الفراغ والوحدة، وعدم وجود من سيسعى إليهم للزيارة، وغيابهم عن تصدّر أخبار وسائل الإعلام..!  لقد كانوا وزراء واليوم بلا وظيفة، و صفة "وزير سابق" برأيي تتسبب بمشكلات نفسية لا ينبغي إهمالها، وتحتاج لطبيب نفسي، قبل أن يصير الوزير السابق وزيراً على زوجته وأولاده يعطي الأوامر فقط!..
  كرسي الوزارة مدرسة يتعلم فيها ومنها من يريد أن يتعلم.. لكن بعد أن يكون الوقت قد انتهى ولا يفيد التعلم!..