ضحك!.. بقلم: روز سليمان

ضحك!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

بحسب المقام ينبئ الجميع عن تحفظ ملموس وانضباط مقرون بالتصرّف. احترام النفس مقام، واحترام الآخرين هنا إتقان في ضبطها. ليس كل شيء مطلوب منه أن يكون ماثلاً في الذهن!. لم نسمع أحداً قط يصيح غضباً أو فرحاً أو يضحك بأعلى صوته أو يرقص بلا رقيب، إلا ويُطلب منه ضرورة الضبط!. عن أي ضبط يتحدّثون. غير معلوم. ما هو متعارف عليه هو أنّ الفرد يتحقق كذات أخلاقية فقط في ممارسة سلوك متّزن تماماً ظاهر للعيان وجدير بالذكر زمناً طويلاً. ليس السابق سوى نظرة قاصرة لوجهة نظر الأخلاق في ذاتها، والذات في أخلاقها. من يحكم أخلاقياً على مَن في مجتمع يقود التصرّف تبعاً لأهواء منذورة للقيل والقال. الضحك ممنوع والتكلم بصوت عال ممنوع والرقص ممنوع والأخلاق معيار أصبح يشعر بالقرف من نفسه. بناء على انشغالات فردية تبتهج بما يناسبها وتنسى ما يناسب الكلّ الجمعيّ. ليس المطلوب طبعاً تكوين نظرة جمعية تدير ظهرها لخصوصية الفرد وحصانة رغباته وأولوياته. لكن بالمقابل ما هو مطلوب إعادة قولبة!.
أليست الروابط الجمعية وجهة نظر؟ هي بالتأكيد كذلك. لكنّها أيضاً فضاء لتبادل وجهات نظر خاطئة، وغير أخلاقية ربما. صار يكفي أن تقول كلمة واحدة في حدث ما، كي تصير "حديثاً" وحقيقة تُصدّق، رغم أنّه من الممكن جداً أن تكون تلك الكلمة مجرد كلمة خرجت في لحظتها عبثاً مثل كل ما يخرج في لحظة تصرّف بشري سواء الضحك بصوت عال أو الصياح غضباً أو الفرح أو حتى الرقص بلا ضوابط!!.
ويبقى السؤال: إلى متى سنبقى نعيش تبعاً لوجهات نظر قاصرة لا ترى في الأخلاق إلا ما هو ضمن إطار الضبط الجمعي. إلى متى سيسقطون من حساباتهم الفرد فيهوي الجمع فرادى فرادى وهم يموتون من الضحك والصراخ والعويل؟!!.