هل نقارن بين حلم داعش والحلم الصهيوني؟!!.. بقلم: ميساء نعامة

هل نقارن بين حلم داعش والحلم الصهيوني؟!!.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٦ أغسطس ٢٠١٤

بين الإعلام وداعش ثمة تزاوج غير مبارك إلا من قبل العقل الصهيوني الذي أوجد داعش بمسمياتها السابقة واللاحقة.
العقل الصهيوني في بداياته كان حريصاً على امتلاك الذهب كمخزون اقتصادي لاستمرار بقاء الحركة الصهيونية, لكن ما لبث هذا العقل أن اكتشف أنّه إلى جانب الحماية الاقتصادية للحركة الصهيونية العالمية لابد من حماية فكرية, وأسرع طريقة للوصول إلى تلك الحماية الإعلامية وتحويل الواقع لوهم والوهم لواقع.
من هنا يمكننا أنْ نفهم سر التعويذة الصهيونية بأنّ اليهود شعب الله المختار وأنّ الأرض العربية من الماء إلى الماء هي الأرض الموعودة لشعب الله المختار.
العدو اكتشف المفتاح الذي دخل من خلاله جميع البيوت العربية دون استئذان, وبدأ يؤسس لنشر الفكر الذي يسهل عليه تفتيت المنطقة وتقسيمها وشرذمتها وجعل الشعوب في حالة اقتتال داخلي.
ليس هذا فحسب! بل إنّ العقل الصهيوني الذي سيطر على معظم الآلة الإعلامية في العالم بما فيها الإعلام العربي سارع إلى اختراع العدو الوهمي للبشرية, فكان تنظيم القاعدة الذي انتهى مع تسجيل انتصار للرئيس أوباما بالقضاء على زعيمها الورقي أسامة بن لادن، ليبدأ الإعلام الصهيوني باختراع عدو آخر بصيغة أخرى بلبوس مختلف, ليصبح العالم اليوم كله مشغولاً بأخبار داعش وما ترتكبه من مجازر بحق الإنسان والحجر.
من السذاجة فعلاً أن نقول بأن هذا العدو الوهمي الجديد " داعش" هو الغول الذي يعمل بمفرده ويتحرك وفق ما تمليه عليه الدعوة الإسلامية التي يزعمون.
فلنفكر ولنتفكر ولنضع الأمور في ميزان العقل بعيداً عن التعصبات الدينية والعاطفة المضللة.
يخطئ كثيراً من ينظر لداعش وسواها ممن دمروا بلادنا بسيف التخلف والذبح وتهريب الثقافة والتراث وهدم الحضارة، من زاوية ضيقة وعين واحدة متوجهة إلى تركيا أردوغان أو العائلة السعودية أو القطرية أو حتى الإماراتية وربما الخليج بأكمله ورائحته العفنة البترولية.
المشروع أكبر من جميع هؤلاء الذي يحركهم العقل الصهيوني كبيادق على رقعة الشطرنج كيفما شاء وكيفما أراد.
المشروع بدأ مع تحويل فلسطين العربية كوطن لليهود, ولن ينتهي المشروع عند دولة يهودية تسيطر على الشرق الأوسط جديد كان أم قديم.
الحلم الصهيوني يسعى لابتلاع العالم, ومهما تعددت الأساليب تبقى الغاية الكبرى السيطرة على العالم برمته.
شهوة العقل الصهيوني لا تتوقف عند مشروع الاستيطان والتوسع الاستيطاني في فلسطين المحتلة, بل تمتد شراهته لتحويل العالم إلى وطن لليهود وعلى الآخرين بناء مستوطنات.
وحدها ثقافة المقاومة أدركت أنّ الحرب ضد الإرهاب هي حرب ضد المشروع الصهيوني، وحده الفكر المقاوم وقف في وجه الفكر الصهيوني و حدَّ من انتشاره.
وحدهم رجال المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين تصدوا للحلم الصهيوني وكسروا شهوته.
وبعد! هل نتابع النظر بعين واحدة أم ننظر إلى المشهد العربي والعالمي بعينين اثنتين, وندرك حقيقة عدونا الذي يتخفى خلف جلباب داعش حيناً والقاعدة أحياناً أخرى وعربان الخليج وأردوغان العثماني في كثير من الأحيان؟