جردات الحنان..هذه الجريدة!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

جردات الحنان..هذه الجريدة!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الخميس، ١٤ أغسطس ٢٠١٤

بين الأحباب والحبيبات لابد من (جردات وجدان)!؟ جريدة الثورة حبيبة تربينا على مائدة أفكارها وثقافتها.. وعلمتنا أن نكون أوفياء لخبز الحلم وملح الأمل والكتابة.. لها فضل و(جمايل) على أخلاقنا الإبداعية وأمانينا..
حرصت وتحرص على الأوراق والمحابر.. في أيام وأيام لقيتها تُلملم همومي المشردة وهواجسي العازبة، لترتب لها ثيابها وأزرار المسرات، وعراها..
وإذا صادفت حلماً بثياب ممزقة، تُسرع لخياطة ما تمزق من حقائقه ورصانته وثقته بثباته وبقائه وبهائه.. امرأة ضميرها خضيل، وجدائلها من عبق المعلومات.. ورغم مشاغلها الكثيرة و(عجقة) حبها وأحبابها، تجد لدى وقتها، مهما ضاق، فرصة للرأفة والألفة وترقيع أوجاع المتدربين على الآمال، والمتطاولين على اليأس.. هذه الجريدة قالت لي ولغيري تفضلوا!! أهلاً ومرحباً.. لكم صدر الخبر والحوارات وعتبة المقالات والكتابات واليوميات والأسبوعيات.. وقت متورط بمشاغبات الأذى الإنساني وهمجية الإدعاءات التترية والخزرية.. الغربية وسواها..
في هذا الوقت الوقف للأزمات وضراوة العديد من الموت بكل تشكلاته وتجلياته، أقول لك أيتها الأم الأولى: تحية لروحك ونبضك وسهرك على قلقنا ووجهات نظرنا.. أقولها من على مائدة أخلاق وأفكار الأم التالية الحبيبة الرشيقة الأنيقة مجلة الأزمنة.. وأقولها لك يوماً ما عَبر "الباحثون"، المجلة الحميمة التي هي بمثابة الأخت الكبرى للأزمنة والصديقة السيدة، التي تشعرنا دائماً بوداعة رضاها ومتانة عهودها.. بديعة هذه المواثيق و(جردات الحنان) بين المتأمل وأمومة الأخلاق الثقافية والطباعة والنشر والتوزيع..
الزميل العزيز علي قاسم رئيس تحرير جريدة الثورة يتهيب المفردات المحكية!! والجواب على هذا التهيّب والرفض: المفردات التي نسميها عامية أو محكية بقليل من الكُحل و(المكياج) اللغوي الرشيق والبسيط والموحي، هي فصحى.. المحكية أيها الزميل الجميل هي حكمة تتصدى للمعاني (المفروطة) في دواخلنا، التي لا تجد الفصحى- أحياناً- رغبة أو وقتاً كافياً أو قدرة للوصول إليها.. المحكية الحنونة (تُضوّي) أنفة المعنى الشعبي المكتسب درجة العميق المتروك؟!
الصديق د. نبيل طعمة يتمترس وراء رونقه السوري البديع.. ويحتفظ لقلبه بفائض حبّي ولغة تأملية، ويسطع على المفردات كما يسطع على الحبيبات اللواتي يتضوّأ بهنّ.. ليتضوّأ بعده السيد المحترم قلبه.. ألم يقل جدنا الكوني أبو الطيب المتنبي:
حببتك قلبي، قبل حبك من نأى        فإن كان غداراً فكن أنت وافيا؟
شبهة الحب المحفوفة بالحرص هي مراد الكتابة، ومراد الألفة الإبداعية التي بيننا وبين أمنا الأولى جريدة الثورة وأمنا الثانية الأزمنة، وشقيقتها الكبيرة النضيرة.. السيدة (الباحثون)..
وقصدتُ بـ(شبهة الحب) قداسة هذه الشبهة والورطة، التي لا فلات منها كما الطائر والغصن والعاشق والعشق والشارب والكأس.. وجع المحبة متأصل في الطبع.. والباقي على العطر وما يليه من نشر.. سافري ما تشائين في القلب..
فالقلب أغنية طويلة يا جميلة!!؟