سعد الحريري عاد.. رأس حربة المواجهة مع حزب الله

سعد الحريري عاد.. رأس حربة المواجهة مع حزب الله

تحليل وآراء

السبت، ٩ أغسطس ٢٠١٤

 عاد سعد الحريري عبر مطار بيروت، ومعه مبلغ مليار دولار بشكلٍ نقدي، داخل حقائب سامسونايت، وذلك لتوزيعها على الأجهزة الأمنية بإسم المملكة العربية السعودية.
وصول الحريري المفاجئ إلى لبنان، لا بدّ أنّه يأتي ضمن سياق مدروس ومخطّط له لحصد أهداف واضحة.
ترى مصادر مطّلعة أنّ الشيخ الرئيس لم يعد إلى لبنان، سوى بعد إشارة سعودية نابعة من خوفٍ وفشل. خوفٌ من فقدان الساحة السنية الأخيرة في المنطقة، وفشل في مواجهة حزب الله، تارةً عبر القتال في الميادين اللبنانية والسورية، وطوراً في حملات سياسية لم تنجح في جرّ الحزب نحو المواجهة، أو في التأثير على قاعدة هذا الحزب الشعبية. لا بل أنّها باتت تضر بقاعدة الحريري السنيّة خصوصاً، لجهة محاولة البعض جرّ الطائفة نحو القوقعة الداعشية التي لا يمكن جرّها إليها سوى بإبعادها عن الاعتدال، والذي يتفق الجميع على أنّه صفقةٌ يمتلكها الشيخ سعد أكثر بكثير من التنظيمات الإرهابية أو من يناصرها في لبنان.
تفيد هذه المصادر أنّ كل ما يُحكى عن تسويات هو خارج إطار المنطق، استناداً لتصريحات الحريري قبل يومين، حيث أنّه لم يمهّد لأية عودة ولقاء مع حزب الله، لا بل يحاول هو اليوم استغلال معركة عرسال، لإطلاق النيران السياسية على الحزب.
في الفترة الماضية، أي منذ غياب الرئيس الحريري عن لبنان، مرّت علاقته بحزب الله بالعديد من المد والجزر، ففي البدء خلعه حلفاء الحزب عن مقعده الحكومي قبل دقائق من مقابلته باراك أوباما، فدخل إلى البيت الأبيض رئيساً لحكومة لبنان وخرج منه رئيساً سابقاً.
بعد حوالي سنتين على تلك الحادثة، اتفق الطرفان لتتشكل حكومة الوحدة الوطنية، برئيسٍ أسماه سعد الحريري، هو تمام سلام، وبيان وزاري حفظ حقّ لبنان وشعبه ومقاومته في قتال العدو الصهيوني.
اليوم، انتصر حزب الله في سوريا، وانتصر الجيش اللبناني في عرسال، رغم تسوية سياسية ساهمت بإبقاء الأسرى بعهدة من خطفهم. الساحة السنّية تتململ ممّا يفعله الحريري، لدرجة رفع أهالي بلدة مجدل عنجر المعروفة بولائها للتيار الأزرق يافطة كُتب عليها "ما في داعي لوجودك شبعت الأمّة من وعودك" (الصورة أعلاه).
نعم، فتأييد الحريري بحسب الإحصاءات قد تراجع داخل الطائفة السنية عشرين درجة، وهذا ما يزعج الحريري والمملكة وما يفسح المجال أمام أخصام الحريري في بسط نفوذهم السياسي في الداخل.
عاد الرجل، لاستنهاض الشارع وتحميسه ولمّ شمله، وللمواجهة. مواجهة مع حزب الله يؤكدها مصدر مطلع، عاد الحريري لأجلها، عاد ليعوّض كل الحملات الفاشلة على المقاومة، عاد ليدير لعبة المواجهة السنية الشيعية بنفسه، عاد ليقود الهجوم، ليكون رأس الحربة الذي يُدخله المدرب السعودي في منتصف الشوط الثاني ليقلب نتيجة المباراة.
لا شكّ أنّ الأيّام القادمة ستحمل معها المزيد عن عودة الحريري، الذي أكّد للصحافيين على باب القصر الحكومي اليوم أنّه "مطوّل" في لبنان.
يرى المصدر أنّ المليار دولار هي محاولة سعودية لشراء قرار الأجهزة الأمنية، مخاطرة تفعلها السعودية في ظلّ قرار الأجهزة الموحد والمسبق بالسير بخطط لمكافحة الإرهاب، سياسة قد لا تؤذي المملكة لكنها من المؤكد أنها لن تريحها، فما يسعى إليه البلاط الملكي هو جذب الأجهزة لمواجهة المقاومة.
عودة غير بريئة لسعد الحريري إلى لبنان، عودة لإشعال الساحة لا لتبريدها. سعد الحريري في البلاد دون نتائج إيجابية سريعة، ويبقى السؤال في حال حصلت وساهمت بانتخاب رئيسٍ للبلاد "عاد سعد الحريري فتذلّلت العقبات، فمن كان يعطّل في غيابه؟".