السيسي رئيساً.. لإنهاء حماس !

السيسي رئيساً.. لإنهاء حماس !

تحليل وآراء

السبت، ٢ أغسطس ٢٠١٤

 وسط زحمة التطورات المتسارعة على الساحة المصرية قبل أشهر من الآن، لم يكن أحد يعلم ما السبب الذي دفع بالمملكة العربية السعودية الى الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين (الذي يتناسب بمعظم خياراته مع رؤية المملكة)، وإستبداله بدعم أوصل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي كان قائداً للقوات المسلحة في حينها الى سدة الحكم.
تفاجأ الجميع حينها بتلك الخطوة "الملكية"، التي ترافقت مع حملة إعلامية ضخمة تسوق لـ"محبوب الجماهير" (السيسي) وتظهره بمظهر القائد التاريخي والمخلص المنتظر من براثن الإخوان المسلمين وحكمهم الذي لم يستجب لمطالب الشعب المصري وطموحاته.  خاصة وأن الرئيس المصري السابق محمد مرسي قد أوشك على أن يكون الطفل المدلل للملك عبدالله بعد اللقاءات التي جمعتهم، فما الذي حصل ؟ وكيف شيطنت حماس ؟
لمعرفة أسباب ما حصل ويحصل اليوم، علينا العودة سنتين الى الوراء، تحديداً عام 2012 حين قام العدو الصهيوني بشن عدوانه الشهير على غزة. حينها أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها قادرة على الصمود والإستمرار بقصف الصواريخ حتى آخر يوم من أيام العدوان. حينها أيضاً، وبسبب العلاقة التي تجمع حماس مع الإخوان المسلمين في مصر، لم تحاصر حماس في غزة و لم يغلق معبر رفح بشكل كامل كماهو الحال اليوم، كذلك فإن الأنفاق التي تصل بين الأراضي المصرية وغزة، شكلت عنصر قوة هام في تلك المعركة التي حصلت خلالها حماس على تأييد جماهيري واسع في مصر، وصل الى حد تطويق سفارة الكيان ومنزل السفير كذلك حدوث أزمة ديبلوماسية بين الطرفين.
ولأن القرار قد اتخذ منذ العام 2006 بضرب حركات المقاومة في المنطقة وتشتيت محورها، كان لا بد من الوصول الى يوم كهذا تحاصر فيه المقاومة في غزة، دون تعاطف جماهيري عربي معها، وقد لا يكون من المبالغة القول أن ما حصل في مصر من عزل للرئيس السابق محمد مرسي والإتيان بالسيسي كان لهذه الغاية.
قبل حماس، وعبر الإستثمار في الفتنة السنية الشيعية، تمت شيطنة المقاومة اللبنانية عبر شيطنة حزب الله، وقد شنت حرب مدمرة على سوريا من أجل محاصر الحزب وتقييده في حروب هامشية تبعده عن الحرب المصيرية مع الكيان الصهيوني. ولأن تلك الفتنة لا تطال بإرتداداتها حركات المقاومة الفلسطينية وبالأخص حركة حماس، كان لا بد من تلك الحملة الإعلامية الضخمة التي ربطت حماس بالأعمال الإرهابية التي ضربت مصر في الأشهر الماضية، والتي ترافقت مع قدوم "محبوب الجماهير"، فطبعت حماس في أذهان المصريين بصورة الإرهاب الذي "قتل الجنود المصريين، ويسعى للسيطرة على سيناء، وضرب قناة السويس، وإعادة الإخوان المسلمين ونصرتهم، وتفجير انابيب الغاز المصرية وتدريب المخلين بالأمن" وغيرها من الإتهامات التي لا يستطيع أحد أن ينكر نجاحها في حرمان حماس من التعاطف الشعبي والنصرة التي كانت تحظى بها إبان مرحلة حكم الإخوان في مصر.
اللافت في هذا الأمر أن ما كشفته التقارير الغربية والصحف الأجنبية من معلومات، تظهر أن الجهات نفسها المسؤولة عما يحصل في سوريا من أجل ضرب نظامها المقاوم، مسؤولة اليوم عن تلك الخطة التي وصلت بالسيسي الى سدة الحكم، كذلك تكشف دور الرئيس المصري الحالي في العدوان الذي يشنه العدو الصهيوني على غزة اليوم.
فقد كشف موقع ديبكا العبري: "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه ثلاثة حلفاء أقوياء من أجل سحق حماس هم: الملك السعودي عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم". وأردف ديبكا: "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أضاف صوتا فلسطينيا لتلك المجموعة ". وتابع: "هذا التحالف الإقليمي لديه نفوذ هائل، فمن ناحية، يوجد الجيش الإسرائيلي الذي يشن حرباً ضد حماس في قطاع غزة، وكذلك يوجد الجيش المصري الذي يكبح جهود حماس لتكوين عمق استراتيجي عبر الاندفاع نحو سيناء، أما السعودية والإمارات، الدولتان النفطيتان، فلديهما القدرة التمويلية، والهيبة الدولية اللتان تتمتعان بها".
من جهتها، أكدت صحيفة جيروزاليم بوست" إن مصر وإسرائيل تشكلان يدا واحدة ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، معتبرة أن إدانة مصر العدوان على غزة هي موقف ظاهري فقط. مضيفة أن القاهرة قد تشعر بارتياح لأن إسرائيل تنفذ عملية لا تستطيع هي القيام بها، وذلك نتيجة العداء بين السلطات المصرية وحركة حماس التي تعتبر أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يفسر تواصل إغلاق الحدود بين سيناء وغزة على الرغم من الحملة العسكرية الجوية التي تنفذها "إسرائيل" على القطاع. وختمت الصحيفة ناقلةً عن السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر تسيفي ميزال قوله إن "مصر ليست في عجلة من أمرها لتشهد نهاية النزاع القائم، ولا أعتقد أن المصريين يذرفون الدموع عندما تهاجم إسرائيل حماس، حتى أن الإدانة المصرية لهجمات الجيش الإسرائيلي جاءت على استحياء مع غياب تام لأي تعليقات للسيسي في وسائل الإعلام المصرية".
كما كانت صحيفة "الفاينانشل تايمز" في وقت سابق قد  حملت الإعلام السعودي و المصري  المسؤولية عن إنعدام التعاطف الشعبي مع غزة ، ورأت أن حالة اللامبالاة لحكومات العالم وعدم الاهتمام بالأزمة يرجع إلى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، متابعة: تسبب ذلك في تخفيف الصدمة لسقوط مدنيين أبرياء في غزة، كما أن الحملة التي شنتها وسائل الإعلام في مصر والسعودية ضد "حماس" قللت حجم التعاطف مع الحركة الإسلامية التي رفضت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أما القناة العبرية الثانية، فقد ختمت أمس فصول الخطة عبر شرحها لدور السيسي وما جاء لأجله، ناقلة عن السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة دان جيلرمان وصفه للسيسي بـ "الخباز الأفضل لأي اتفاقية تضع حداً لحركة حماس "، وهو أمر تحتاج إليه مصر التي تريد الآن العودة إلى موقع القيادة. وأضاف جيلرمان أن تطلع "إسرائيل" إلى تدخل مصر تطلع صحيح "وأن إعطاءنا القيادة لها أيضا صحيح"، لكنه أكد أن حاجة "إسرائيل" إلى الولايات المتحدة ستظل قائمة حين يصل الأمر إلى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة.