نعي حي لضمائر ميتة أصلاً.. بقلم: صالح صالح

نعي حي لضمائر ميتة أصلاً.. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٩ يوليو ٢٠١٤


عندما نعى خطيب المسجد الأقصى في خطبة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الضمير العربي والإسلامي والدولي لجمهور المصلين في مسجده ومن خلالهم لكل العرب والمسلمين في العالم، كان يعرف جيداً أن ضمير هؤلاء في غيبوبة كاملة منذ زمن طويل، ولكنه كالكثيرين من أبناء الأمة العربية يحدوه الأمل بأن يستيقظ هذا الضمير من هول الجريمة في قطاع غزة، لكن هذا لم يحدث فاضطر الشيخ الجليل الى إعلان وفاته دون أن يحدد مكاناً ولا زماناً لتقبل العزاء به.
إن كل ما جرى ويجري في غزة منذ بدء العدوان الى الآن وسجل بالدم الفلسطيني هو صرخة الاحتجاج الحقيقية على المواقف السوداء لكل من يؤيد العدوان ويعطل أي محاولة لوقف ذبح المدنيين بدم بارد.
النظام الرسمي العربي هو المتهم الأول بتواطئه الواضح والذي لا يحتاج لبراهين ولا أدلة لإثبات خيانته المطلقة لدماء الأطفال والنساء والشيوخ المسفوحة على تراب غزة.
فمحاولات القطريين والأتراك من جهة والاتصالات التي يقوم بها المحور السعودي مع الصهاينة من جهة ثانية أصبحت علنية بعد أن ارتبطت مصالحهم وتحددت خياراتهم المشتركة لضرب المحور المقاوم وإخراج إسرائيل من مأزقها القاتل.
هذا التحالف لم يكن سراً في يوم من الأيام، منذ أن سارع بندر بن سلطان في عدوان تموز 2006 على ل
بنان بالتبرع بمليار دولار للعدو الصهيوني للقضاء على حزب الله.
اللقاءات السرية مع العدو انتقلت الى الاتصال العلني بعد أن ارتبطت مصالحهم وتحددت خياراتهم بضرب المحور المقاوم وبإطلاق العلاقات مع إسرائيل على كافة الصعد السياسية والاقتصادية وغيرها، وتكريس ذلك بتمويل المجازر بكافة الطرق المباشرة وغير المباشرة.
لا أحد يستطيع أن يفصل بين ما يجري الآن في قطاع غزة وبين ما يحصل في سورية لأن الارتباط واضح في الاستهداف، ما يرونه من كل ذلك هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل والطريق الى ذلك يتم من خلال ضرب القوى التي تقف في وجه مخططاتهم، وصمود غزة وصمود سورية بهذه الصورة، يعني الفشل الذريع لكل مخططاتهم ومؤامراتهم، والمشهد سيتغير حتماً، والاصطفاف الحاصل من قبل عرب النعاج ضد المحور المقاوم مصيره محتوم لأن ارتدادات الدم النازف لابد أن يصل إليهم ويقض مضاجعهم وينتزعهم من عروشهم العفنة.
في النهاية إن إرادة المقاومين هي التي ترسم خطوط المستقبل ليس لغزة وفلسطين بل للمنطقة من خلال الصمود الأسطوري والتصميم على المواجهة والنصر مهما غلت وكبرت التضحيات.