مسْكُهُ قَتْلُه !!.. بقلم: روز سليمان

مسْكُهُ قَتْلُه !!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الخميس، ٢٤ يوليو ٢٠١٤

كان الرأي العام ينتظر من رجل حين يتزوج أن يخرج مزهواً برجولته وقطعة بيضاء يبلّلها الأحمر في يده، لم يأبه أحدٌ بالرائحة!، كان من المتّفق عليه أن يتمّ خلال عزوبة الشباب تقبّل الرأي العام لشدّة وتنوّع اللذات مهما كانت ومع من كانت؛ ليصبح المناسب التقليل منها بعد زواج لا يفرض بشكل صريح أي قيد معيّن. على أنه كانت توجد أيضاً، خارج هذه التصرفات والمواقف المألوفة، مسألة تأملية للأخلاق الزوجية. فليس المطلوب الخيانة كما تفهمها عادات العصر الراهن!. الفرق بين ذكر الغزال وذكر الإنسان رائحة، تحدّد المسار وتعيده عند الهفوات. ليبدو وكأن ثمّة نزعة إلى ضرورة اعتبار الرائحة التي تخصّصها اللذة استثنائية بالنظر إلى المألوف بين البشر، استثنائية بقدر ما هي نادرة. ينحصر توليد الرائحة عند ذكر الغزال دون أنثاه، مترافقاً خروج "المسْك" من سرّة الظبي بالضجر، يحكّ سرته على الحجر، يشعر باللذة ويسيل "المسْك". وبقسوة يُقتل غزال المسك على يد البشر، يفصلون كيس مسكه، يجففونه ويموت الظبي أرضاً!.
بالمقابل من الخطأ الاعتقاد بأن الأمور كانت بسيطة إلى درجة التعلّق برائحة ما، وأن سلوك المرأة كزوجة كان محدداً إجبارياً بحيث تنتفي معه الحاجة إلى التفكير فيه، وأن سلوك الرجل كزوج كان حراً بحيث يتيح المجال للتساؤل حوله. الغيرة الجنسية التي تتجسّد في لوم النساء أزواجهنّ على لذات ليست معهنّ، يمكن اعتبارها سبباً لكي نرى في الرائحة سبقاً لأخلاق مستقبلية أو الإشارة إلى إدراك جديد للقيمة الفعلية المنذورة بتغير في عادات العصر، بدءاً من رائحة الدم على القماشة البيضاء في اليوم الأول وليس انتهاء برائحة جسد آخر مع من نحبّ!.
لا يمكن لأنثى الغزال أن تخون ظبيها. مسْكه يسيل على الأرض ورائحته تفوح إلى أن يُقتل. مسْك الذكر قتلُه، اللذة لم تكن سبباً ولا الضجر. رائحتنا موتُنا، طيّبة تكون لنموت ويبقى مسْكنا سيّالاً على صخور الجبال!. لكن ماذا لو خرج رجلٌ حين يتزوج وقطعة قماش بيضاء من دون أحمر في يده؟!. سيدرك حينها أنه لا وجود لـ "مسْك" يمكن أن يشفع له أمام الرأي العام الذي ينتظر أن يقتل ظبياً ليملأ مسْكه في القوارير ويهديها إلى نسائه الشامخات على أجسادهنّ بلا رائحة استثنائية خاصّة تفوح من كلّ منهنّ إلى أن تُقتَل!.