"رصاص.. رصاص .. وثم..".. بقلم: يارا منصور

"رصاص.. رصاص .. وثم..".. بقلم: يارا منصور

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠١٤

سقط مضرجاً بدمائه.. حُمل على الأكتاف.. ثم سقط من قلب القصة وصار عنواناً وسط حروف قصة من رصاص..
نسي من يحمله أن ذاك الشهيد فقد ذخيرته ومات بعار الحاجة.. وفخر القضية فاستعرض أمامه أنواع الذخيرة غير آبه بشماتة عمر من ألم..
بتلك السخرية الأزلية من الوجود يطلق شعبنا الرصاص على حزنه.. وفرحه.. وألمه.. ولاداته.. وفياته.. نجاحاته وفشله.. ودفاعاً عن قضية ربما..
وسط ذلك الأزيز تضيع هتافات الرجال وزغردات النساء وتفقد طعمها..
فجأة.. تتحول الجنازة إلى معرض لعضلات محشوة فراغاً.. تتحول إلى مسيرة معارضة أو مؤيدة.. غالباً.. ويتقاذف الناس التابوت المتأرجح بين أيديهم وذلك الجسد المكفن باسمٍ فقد رونقه..
فجأة.. يتحول الخشوع للحضور الأخير لروح الفقيد إلى غضب وثورة غريزية.. حيث أن الشعوب تتقاطع مع ماشيتها في كثير من الأمور وأكثرها ظهوراً غريزة القطيع وعدوى الهيجان..
فجأة.. يتمنى الميت أن يخرج ليقول: تمنيت أن تكون روحي غادرتني لأجل شيء يستحق .. ظننتها تدافع عن وطن.. لكنها دافعت عن جهل شعب يحب الرصاص أكثر من أي شيء آخر فأنعم الله عليه بسيول منه يومياً.. يتناولها المرء قبل الطعام أو بعده.. ثلاث أو عشر مرات يومياً..
رصاص.. رصاص.. وضحية.. يسقط المقذوف في المكان الخطأ مخلفاً شهيداً جديداً.. لا أحد يعرف من أين جاءت تسميته "شهيداً"؟؟ ألأنه مات قتلاً بالرصاص؟ ومَن من الناس يموت ميتة ربه هذه الأيام؟ شهيد!؟ لن نختلف كثيراً على التسمية بقدر اختلافنا على طقوس الجنازة الجديدة.. على هوية الضحية الجديدة.. أتكون شخصيات أطفالنا المشوهة حرباً مثلاً؟؟ أم أهل الميت وأمه الثكلى؟ أم الوطن..ربما؟؟ لكم حرية الاختيار ملزمين به.. إذ لا مهرب من فوضى وطن يقوده.. الرصاص......