أطفالنا وتكنولوجيا الألعاب.. بقلم: هنادة الحصري

أطفالنا وتكنولوجيا الألعاب.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار مقاهي الإنترنت التي يسعى أصحابها إلى الربح والربح فقط دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار التي يمكن أن يتعرض لها المستفيد منها.. وإذا حاولنا التركيز على ألعاب الفيديو لا ننكر أن لها أثراً إيجابياً واحداً وهو التفاعل الاجتماعي، بينما نجد إنه بسبب المحتوى العنفي المتكرر فيها فإن السلوك العدواني والأفكار العدوانية ستلازم لاعبيها، والأكثر من ذلك فإن بإمكان ألعاب الفيديو أن تصبح إدماناً، ومن ناحية أخرى قد يكون التأثير لألعاب الفيديو على سلوك الطفل وأفكاره بشدة، لأن العديد من ألعاب الفيديو تتطلب الجهد النشط من اللاعب والذي غالباً ما يكافأ على تصرفاته العدوانية وبهذا تكون هي المتهم الأول لترويج العنف.
في مقال طالعنا بصحيفة كولورادو كشف عن مجزرة أتت على 113 إنساناً وأن الطفلين اللذين ارتكباها كانا يلعبان بنهم معارك فيديو (بلاي ستيشن play station (تحت اسم الهلاك (doom) كذلك قام مراهقان أميركيان (باكنر) 14 عاماً وأخاه (كريستوفر) 16 عاماً بالاعتراف بقتل سائق سيارة عابرة وإحداث شلل لامرأة شابة حيث طبقا ما يحدث في لعبة (Auto qnamdtheft) بتقمص شخصية عدوانية مدمجة بأربعين نوعاً من أسلحة الجيش الأمريكي، وكانا يتصديان المارة بسيارة صفراء ويقتلان كل من يصادفانه، وقال المراهقان إنهما أحسّا بالسأم فسرقا بندقية والدهما ووجهاها على أول سيارة تمثلا وتوحدا بالبطل الافتراضي..
ومما لا شك فيه أن التطور الهائل في التكنولوجيا قد جعل التصوير الغرافيكي أكثر حقيقة وواقعية في إطار ما يسمى الألعاب الإلكترونية. تقدمت هذه الألعاب وتطورت وقدمت لنا القسوة دموية مؤلمة وجنسية فاضحة.. ولا شك أن الطفل العربي معرض لصراعات شتى فالأم والأب يطلبان منه تفوقاً دراسياً كذلك يواجه عالماً معاكساً لمتطلبات والديه في الإنترنت كافية حيث المكسب المادي هو الحكم فقط..
وإذا ما دققنا في آثار هذه الألعاب نجد أن التعرض واللعب المفرط بها له تأثيرات سلبية أهمها: السلوك الإدماني الوسواس، نزع الإنسانية عن اللاعب، نزع حساسيته ومشاعره، تغيرات في شخصيته، حركة زائدة، اضطرابات في التعلم، تقدم ذهني عن التقدم العمري بشكل عشوائي غير مفضل وغير مفيد، اغتيال لبراءة الأطفال، اضطرابات نفسية حركية، مشكلات تتعلق بالصحة العامة نتيجة قلة الأداء الحركي المرن، التهابات مفصلية، معاداة الآخرين، فقدان القدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة.
إن الأطفال من سن 7 إلى 14 سنة يحتاجون إلى مشاعر حقيقية، ومعان اجتماعية أخلاقية ولكن للأسف على العكس نجده مدفوعاً إلى دائرة أحاسيس العنف والتنافس اللااجتماعي لأن عالم الصغار لا يمكنهم من فهم ذلك الفرق الكبير بين العنف المصور في اللعبة ووحشية ما يحدث في الحياة..
وإذا استعرضنا نوعاً من الألعاب مثلاً (Mortal kombat) تصور أحد أبطالها وهو يفصل رأس ضحيته عن جسمه، والآخر يصعقه كهربائياً، والثالث يمزقه إرباً حتى أن قلبه الطالع من صدره، وهو ما يزال ينبض يقطعه بكلتي يديه العاريتين والرابع يشد رأس غريمه عن جسده ويرفعها كعلامة للنصر..
إن ذلك الفعل العنيف في اللعبة مع الأسف يجعل من العنف أكثر واقعية وهذا ما أثر في تكوين الأطفال واعتيادهم على مشاهد القتل والذبح والدم..
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة من البرلمانيين في أوستراليا تحركت لوضع حد لهذه الألعاب التي تحتوي في طياتها العنف والجنس.. السؤال الآن ألسنا بحاجة إلى رقابة على بيع وشراء وتأجير الألعاب الإلكترونية؟ أما المسؤولية الأكبر فهي تقع على عاتق الوالدين حيث لزاماً عليهم بغية تكوين شبكة اجتماعية ضد خطر عنف اللعب الإلكترونية بالتعاون مع الأهالي والأطفال.