وأقسم الأسد .. و((دوما)) تتنفس الصّعداء بعد القسم

وأقسم الأسد .. و((دوما)) تتنفس الصّعداء بعد القسم

تحليل وآراء

السبت، ١٩ يوليو ٢٠١٤

خرج الرئيس السوري «بشار الأسد» يوم الأربعاء 16/4/2014، ليتلي أمام الشعب السوري خطاب القسم في القصر الجمهوري، إذاناً ببدء المرحلة الجديدة له كرئيس للجمهورية العربية السورية، والمنتخب ديمقراطياً من الشعب بنسبة 88.7،  فبعد السجاد الأحمر وموسيقى التعظيم والاستعراض العسكري الحاشد. وقف الرئيس «الأسد» منتصباً أمام "الشريحة الشعبية" التي تم اختيارها بدقة والتي تمثل غالبية الشعب السوري من جنود ومصابين وضباط ومخطوفين سابقين، وعائلات شهداء وفنانين ورياضيين. كل ذلك شاهده السوريون وكل  العالم العربي والعالمي عبر شاشات التلفزة التي حرصت على نقل خطاب القسم الدستوري للرئيس السوري المنتخب شعبياً.
لكن ما لم يشاهده السوريون أو العالم العربي والعالمي، ماجرى في مناطق ريف دمشق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، فمنذ إعلان توقيت الخطاب وحتى نزوله من سيارته وحيداً "دون مرافقة"، ووقوفه برهة لاستعراض حرس الشرف مع موسيقى النشيد الوطني السوري، كانت لحظات "تكذيب" من قبل الأهالي المحاصرين في تلك المناطق وخاصة "مدينة دوما"، التي يشهد محيطها "ميدعة – مسرابا" منذ أكثر من أسبوع، اشتباكات دموية بين تنظيم "داعش" بقيادة "أبو أيمن العراقي" وميليشيا "لواء الإسلام" بقيادة الإرهابي «زهران علوش»، الذي نشر قبل إصابته برصاصة في الخاصرة خبر مفاده أن الرئيس «الأسد» مصاب في رأسه إصابة بليغة وأن حالته خطرة جداً، وما كان على الأهالي إلا التصديق، فـ«الأسد» غاب فترة طويلة عن شاشات التلفزة .. فأين هو ..؟؟ سأل هؤلاء.
الجواب جاء سريعاً، يقول مصدر عربي برس في "دوما"، الأهالي الذين احتشدوا في عدة أحياء من دوما ليشاهدوا الرئيس "يُقسم"، بدؤوا بالتصفيق عندما شاهدوه ينزل من سيارته ويقف مستعرضاً حرس الشرف وعسكرييه من كل صنوف القوات "البرية والبحرية والجوية"، واقفاً منتصباً كرجل بألف رجل، يسير بهدوء القادة العظماء على سجاد أحمر حتى مدخل القصر الذي سيُقسم به، ويضيف المصدر قائلاً: "عندما بدأ بالقسم .. انتظرت النساء حتى انتهائه وبدئن بالزلاغيط والتصفيق"، عناصر الميليشيات كانت تحيط بالتجمعات "مستسلمة" أمام الحشود، العجب في عيونهم ظاهر والاستغراب أيضاً، يسألون أنفسهم .. "هل الشيخ زهران كاذب إلى هذه الدرجة"..؟؟، يؤكد المصدر.
صمت الجميع أمام كلام الرئيس، فالجميع مشدوه بكلامه .. الابتسامات التي رسمت على وجوههم عندما ذكر "الرقة – حلب – غزة"، كانت كافية للتعبير عن القبول والإيمان به كرئيس فعلي للجمهورية العربية السورية، وعندما تطرّق بكلامه عن الدول الداعمة للإرهاب في سوريا ومقارنت سلوكها تجاه غزة بمافعلته في سوريا، يقول المصدر: "بدأت الجموع الدعاء له بالقوة – والدعاء لكل من عبث بالبلد بأن تشل يداه وأن يموت ميتة شماته"، كانت النظرات تجاه الميليشيات التي تطوق الجموع تشبه الرصاص المصوّب إلى الصدور المغللة بالحقد.
في ساحة الشهداء كما يسميها «علوش» وقفت سيارة "فان" لون فضي، فتح سائقها أبوابها وبدأ يستمع من مسجّلها على خطاب «الأسد» رافعاً الصوت حتى الصّخب، كان يبتسم ويهز برأسه "معلناً الموافقة على كلامه" في كل جملة تحدّث بها، عن "الفساد ومكافحته – عن تنظيف الدولة السورية لنفسها في هذه الأزمة – عن قلّة الأخلاق وضرورة إعادة النظر بطرق التربية التي تبدأ من الأسرة الصغيرة"، كل ذلك كان صحيحاً بنظر هذا الرجل، يقول المصدر.
انتهى الخطاب بعد ساعة تقريباً من الصمت والملامح التي تعطي التفاؤل في وجه كل الذي حضروا "القسم والخطاب" رغماً عن ميليشيا "لواء الإسلام" وكتائب "أبو علي خبية" التي اقتنصت الفرصة لسرقة بعض "المؤن" من أحد مستودعات لواء الإسلام، لتعلن الميليشيات فيما بينها الحرب، ولتكون ليلة الأربعاء الخميس الفائت ليلة دموية بين الطرفين، بينما هي ليلة فرح وأمل بين الأهالي الذين مازالوا على يقين أن وحدات الجيش التي تطوق مدينتهم، ستدخلها منتصرة عاجلاً أم آجلاً في أي لحظة، وأن مصير هذه الميليشيات سيكون على خطى سابقاتهم "الموت أو الوقوع بأيدي رجال الحق رجال الجيش السوري"، ينهي المصدر خبره هنا.