خوف!!.. بقلم: روز سليمان

خوف!!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٦ يوليو ٢٠١٤

لا بدّ من الملاحظة أن لا علاقة مهما اشتدّت أوصالها يمكن لها أن تمنع إحساس الوحدة. المنازل الجديدة إن لم تكن ملكك، بائسة. أشياؤها القديمة تثير الرعب؛ من الذي جلس على هذه الأريكة. من نام على ذلك السرير. تشعر بالقرف!. يوخز جسدك الوسواس. في الحقيبة عقد الإيجار؛ تذكير بالمغادرة. وحياتك أيضاً عقد إيجار صالح لكل شيء، استبدال في اللحظة التي لا تريد. من يريد أن يموت في اللحظة. مؤجل!!.
ترتيب المكان على شاكلة الوقت؛ شريك دائم في فعل الأسرّة المعدّة مسبقاً. الخوف من الوحدة وحدة أيضاً. تفضي إلى العداوة؛ تساؤل الشراكة الدائم بين اثنين. حبيبين. صديقين. رفيقين. زوجين. وفِعلها يقوم على القانون، من منكم بلا خطيئة: قول مبتور يقطع الشكّ باليقين. في اليوم الأول وفي اليوم الأخير، لا أحد!. وحيدون دوماً إلا في الخطيئة؛ وحدها تُصنَّف الشراكة ضمن أولويات الفعل، عليك أن تخطئ أمام آخر وبحقّه أيضاً. تصنيفات ممهورة منذ الخلق. لا خطيئة يمكن لها أن تحدث بلا شريك حتى وإن كان الشريك عدوّاً. أحد ما عليه أن يخطئ دوماً بحق الآخر كي تحدث هي.. من لم ينهض صباحاً بعد. "صباح الخير" تقويم النهار الوحيد. رسالة كاذبة بأنك لست وحيداً. "صباح النور" تمرّدك العاجل على وحدتك. الشراكة في الخطيئة والتشابه معها؛ اتّفاق مصالحة طارئ. والوحدة تبقى بوجود رغبة البقاء طارئة في الذهن. لن تبقى وحيداً. الرغبة التي تدفعك دوماً إلى تجاوز المألوف وتجعلك تابعاً ومشروطاً أيضاً، ميّالاً إلى القبول بكل شيء حتى بالعداوة كحلّ مؤقت إلى أن ينتهي خوفك من الوحدة بأشدّ منه، الخوف من فقدان الرغبة بأن تكون واحداً من اثنين في حقل شراكة معدّ مسبقاً وفق قانون يشبه قانون عقد الإيجار!!.