الجبل؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

الجبل؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الخميس، ١٠ يوليو ٢٠١٤

من زمان وزمان يحمل هذا الجبل على كتفيه أحزان الفقراء والأمراء.. المزارعين والعشاق.. الجنود والمغنين.. الأبطال والمصابين بالعوز البدني.. السادة المشردين والسادة غير المشردين.. النساء الجميلات، والحزينات.. الأمهات والعوانس والعازبات..
جبل بكامل الشرف والعتاد الأخلاقي والعشقي والجغرافي.. فوق صخوره أقدم وأقدس البطولات وفوقها الأشواق الـ(فلش) والأشواق النظامية.. في صدره حنين العصور، وفيه الصبر والصلابة والأحزان والتاريخ وعنده ما يريد من الطقس والفصول وعوامل التعرية والتبدلات المناخية.. على كتفيه مهابة أكياس الفقراء ومهابة أكياس الأغنياء.. وعلى صدره يبكي العاشق ويبكي المحتاج، ويحزن المفارق، ويفرح المحتفلون.. ويتلاقى المحبون ويتواعدون ويتباعدون، ويتعاهدون ويختلفون مع العهود والوعود..
معه وعنده وتحت إمرة قامته كل هذه الأمجاد التي يود أن يحبها أكثر لأنها من محبة صديقه وحليف روحه القائد البشار مع جبل آخر شقيق لقاسيون أقام علاقة صداقة وصدق وحب.. وتعاون مع القمة (القليلة، القلة) وخرجت الألفة المبدعة بـ(نسمة جبل) القمة والقمة والجبل والجبل.. والبحر على مرأى من القمة يؤلف الصيادين والأشرعة، وتسافر اللاذقية في خضمِّ عشقها الدمشقي أو الشآمي..
ليس بوسع الوطن أن يكون أقل من وطن.. والحب ليس بوسعه أن يعتذر عن الحب لساعة أو للحظة أو لحلم أو لبعض بعض الحلم.. والجبل ليس بوسعه ألا يكون جبلاً ومحباً لجبل.. والبحر ليس بوسعه ولا ينوي أن يتوقف عن الإبحار في الحب أو الذهاب إلى المدن والعشق والواحات والكروم أو الصعود إلى النسمة والاعتراف لها بفضل الألق والألفة..
أسئلة اختيارية ومقررة.. أساسية واحتياطية.. في الحب.. ومعلومات البلد والمحبين.. ومسابقة شاملة كاملة تعنى بمصير الحب وحياته ومستقبله.. الأسئلة والمسابقة تلخصها القمة والقمة.. الجبل والجبل.. والجواب: الحب والحب.
الجبل يحب الجبل.. والشموخ يحب الشموخ.. وعندما يلتقيان: الجبل عند الجبل.. يتعلم الكبير من الكبير.. أفكار القمة لا تختصم مع أفكار السهل.. ولا تشوف حالها على السفوح والأدوية، بل تُعبر عنها وتمثلها في محافل العواصف والرياح والأعاصير.. أية سهول وضفاف وهضاب وأدوية وتلال تحتاج قمة ذكية فطينة نبيلة تتعامل وتتعاون وتحاور وتجادل وتحارب من أجلها..
قاسيون يحب الرئيس البشار لأنه القمة والأفكار التي تُؤلف الكرامة وتحمي الأحلام والإنسان والبناء والذاكرة والمستقبل..
قاسيون يحب من يحمل عنه همَّ القمة وهموم الفقراء والأمراء والمحزونين والفرحانين.. والمزارعين والكرّامين.. العشاق والمتروكين.. الجنود والأبطال.. المغنين والذين جفّت حلوقهم من كثرة الصراخ والأسى والجراح..
إنه قاسيون المحب والكبير والعالي والغالي يحب العالي والغالي والمحب والكبير والنضير.. يحبه وينتصر معه.. ويتربيان معاً على مائدة الشهامة والتاريخ والأصالة والقناعات الصافية..