إصلاح والمهمة الصعبة!.. بقلم: إسماعيل مروة

إصلاح والمهمة الصعبة!.. بقلم: إسماعيل مروة

تحليل وآراء

الاثنين، ٧ يوليو ٢٠١٤

عاد الحديث بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي عن الإصلاح في سورية، بدأ الحديث الإعلامي وفي الجلسات الخاصة عن الإصلاح ومن أين يبدأ؟ وما آلياته؟ وما حدوده؟ ومدى شموليته؟ والحقيقة إن الإصلاح ضرورة من المفترض أن تترافق مع الإعمار، بل من الأجدى أن يسبق الإعمار بخطوات، فبوادر الإصلاح التي بدأت وتوقفت بفعل الأزمة هي القادرة على إعطاء مؤشر على مدى الإعمار وديمومته في حياة السوريين، وسيطمئن السوريون إلى أن ما سيعمرونه لن يطوله التخريب مرة أخرى بعد سنوات وعقود، والإصلاح هو الكفيل الوحيد بإنجاز إعمار سوري، وبعودة السوريين معززين مكرمين إلى مدنهم وأحيائهم وبيوتهم، وأنا على ثقة بأن السوري النبيل سيضع يده في يد المعمرين ليعمر مدينته ودولته، ومؤشر الإصلاح هو الكفيل بالإنجاز، وهو الضامن لإسكات الأصوات النشاز في الداخل والخارج، داخل السلطة وخارجها، وهو السبيل الأمثل لإخراس الغربان الذين ينعقون عن بعد ضد سورية وشعبها، يتوسلون للمولى أن تستمر الأزمة السورية ليبقى من المتاح التسوّل على حساب السوريين.. فلنعمل معاً من أجل إعادة السوريين المظلومين البسطاء إلى أرضهم وديارهم للبدء برحلة البناء الشاقة التي ستختصرها سواعد السوريين وحدها، ولن تعتمد على قادم أو متبرع أو صندوق نقد أو مساعدات.. سورية والسوريون كانوا دوماً الحضن الذي استوعب في قرون وعقود كل لائذ، وها هم قد صاروا عبئاً ثقيلاً على الصغار الذين لا تتسع صدورهم حتى لذواتهم.. غادر مؤدلجون، وهرب منتفعون كانوا جزءاً من هرم السلطة الفاعلة.
غادر من امتص دم الناس، وبعضهم مات غريباً لم يجد من يبكي عليه، وبعضهم لا يزال يبحث عن دور في مسرح احترق من أطراف كافة، ولم يبق فيه متسع لممثل مهما كان حجمه، وسماؤه ليست سوى سورية..!
أما الكثرة من السوريين الذين غادروا فهم من الدراويش البسطاء الذين طالهم المخطط الإجرامي، وطالتهم يد الغدر، وها هم يتوقون للعودة إلى سورية، حتى القنوات التي حرضت ضد سورية لم تستطع أن تتجاهل أصوات هؤلاء، من مختلف الانتماءات والطوائف والمذاهب والقوميات، والقول المشترك لهم.
كنا نعيش أعزاء في سورية ونريد أن نعود إلى هذه العزة..
ليس مطلوباً اليوم إلا أن نسهم جميعاً بعودة السوريين إلى عرينهم سورية التي اتسعت دوماً للجميع، واستوعبت الأغراب، بل إن كثيراً منهم انصهر في الحياة السورية، وجادت عليه سورية بالمواقع والمناصب على حساب السوريين، وكثير من هؤلاء لا يملكون أي حرص على سورية، بل إنهم أشعلوا ما فيها قولاً أو فعلاً بعد أن شربوا غذاءها وألقوه في مصارف الصرف الصحي بعد أن حرموا أبناءها منه!!
الإصلاح هو الخطوة الأولى التي من الواجب البدء بها، ولكن حتى أكون منطقياً لابد من إشارة مؤلمة إلى ارتفاع نسبة الصعوبة في الإصلاح، فما كان من قبل صعباً صار اليوم أكثر صعوبة، وأشد تعقيداً مما قبل في ظل تشظي الروح السورية، وارتفاع نسبة المصلَحيّين المنتفعين في كل جانب، وارتفاع منسوب الفساد والبطالة وعدم الثقة! والغريب المؤلم أن كل الدعاة إلى الإصلاح اليوم كانوا وراء ما حصل، ولا يرون سواهم قادراً على الإصلاح، وربما أراد بعض هؤلاء عودة بعض الدمويين لمشاركتهم عملية الإصلاح..!
قبل الأزمة كنا نشفق على صاحب القرار من قرارات الإصلاح، لأن كثيرين كانوا يعرقلون عملية الإصلاح، فما بالنا اليوم، وقد أصبح الفساد أكبر..؟! أشفقنا سابقاً، ونشفق اليوم أكثر، لكن سورية تستحق والسوري يستحق ومستعد للتعب الشديد من أجل غده، فلتبدأ مسيرة الإصلاح الحقيقي وبالهدوء والروّية والتأسيس.