«الإرهاب والكباب».. بنسخته الموصلية

«الإرهاب والكباب».. بنسخته الموصلية

تحليل وآراء

الأحد، ٦ يوليو ٢٠١٤

 لم يمرّ يومٌ واحد على تداول أخبار شبه مؤكدة عن إصابة أمير تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي نصّب نفسه خليفةً على المسلمين بطريقةٍ أثارت سخرية المسلمين جميعاً، حتّى انتشر إلى العلن ڤيديو يزعم أنّ البغدادي يخطب خطبة الجمعة بنفسه، في المسجد الكبير في مدينة الموصل.
يظهر الڤيديو شخصاً يزعم أنه "الخليفة"، وهو يصعد درج منصته، بطريقةٍ هادئة ذكّرت البعض بالممثّل عادل إمام عندما تقمّص شخصية داعٍ سلفي في فيلمه الشهير، "الإرهاب والكباب".
يبدو أنّ مخرج الڤيديو محترف، من المونتاج وصولاً إلى انتقاء مشاهد المصلّين خلف مولاهم البغدادي.
ففي مسجد الموصل الكبير، إن صحّت مزاعم الدواعش، أظهر الڤيديو مصلّين مدنيين، تركوا لحاهم في المنازل، وقرّروا الصلاة دونها، كما أنّ عباءاتهم الشيشانية بقيت في خزائنها، بينما لبسوا لباس المواطن العراقي العادي، ليستطيع المرسل أن يؤكد للمرسل إليه أنّ ما يراه عزيزه المشاهد، هو الصورة الحقيقية للموصل، حيث تحكم داعش ويتقبل حكمها المواطن العراقي العادي، ويذهب للصلاة خلف أميرها، دون أن يخاف، أو يشعر بالريبة.
هذا الظهور أُريد منه نفي شائعات الإصابة، ولكن التدقيق قليلاً في تفاصيله يطرح سؤالاً جوهرياً، لماذا خرج الڤيديو يوم السبت، بينما الخطبة كانت الجمعة ظهراً، وخبر الإصابة سُرّب مساء الجمعة أيضاً؟ وما صحة ادّعاءات الحكومة العراقية بأنّ الفيديو المذكور مزوّر؟
بغض النظر عن إصابة الرجل أو عدمها، نحن أمام قدرات عالية عسكرية كانت أم إعلامية، فالهيمنة على الشارع تبدأ من الشارع، وتكمل نحو صناعة الرأي العام، الذي بلا شك، لن يتعاطف مع من يقطع الرؤوس، ويكفّر المؤمنين.
ميدانياً، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أنّ قوات أمنية، بمشاركة قوة من "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري، سيطرت على مقار لتنظيم "داعش" شمال سامراء.
و في نينوى، أطلق عناصر "داعش" سراح خمسة من رجال حماية القنصل التركي كانوا ضمن الرهائن الذين اختطفهم التنظيم بعد سيطرته على الموصل، في العاشر من الشهر الماضي.
وأكد أحد المختطفين الذي تمّ إطلاق سراحه، أنّ عدد المفرج عنهم خمسة وأنهم من طاقم حماية القنصلية، وكانوا ضمن الرهائن الذين تمّ خطفهم من القنصلية التركية.
وأشار إلى أنّ مصير ثلاثين مختطفاً آخرين، بالإضافة إلى القنصل التركي المحتجزين لدى عناصر "داعش"، لا يزال مجهولاً.
هذه الخطوة تثبت ما سبق وتحدثت عنه مصادر عراقية قبل أيّام، فرجب طيب أردوغان حاضر بقوّة في الموصل، وما احتجاز أتراك سوى مسرحية يحاول منها التركي حشر أنفه عراقيّاً بعد أن فشل سوريّاً، وقد يفشل على أرضه وبين جمهوره، تركيّاً.