المصير في دمشق والحرب تحسم في حلب

المصير في دمشق والحرب تحسم في حلب

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠١٤

أما وقد انتهت معركة اختيار رئيس للجمهورية في الجزائر إلى النتيجة المتوقعة، أي إلى تأجيل الاختيار بغية إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، خوفا من أن تخرج الأمور عن السيطرة، ويقع ما لا تحمد عقباه، فيتــغلغل «الربيع العربي» من شمال مالي، حيث أرسلت الحكومة الفرنسية الإشتراكية قوات لإرساء الديموقراطية هناك، ومن ليبيا التي جعل منها الحلف الأطلسي خزانا للنفط وللسلاح وللمجاهدين. ليس مستبعدا ان يحل أيمن الظواهري قريبا ضيفا على ليبيا. فلقد تناهي إلى السمع أنه أعلن في مستهل الإستعدادات لاختـيار رئيس لمصر، الجهاد ضد الجيش المصري!.
من المحتمل أيضا أن يأتي الربيع العربي إلى الجزائر من تونس، حيث تفيد وسائل الإعلام بأن الشيخ القرضاوي ينوي الاستقرار فيها . لعل أجواء الديموقراطية التي تخيم على هذه البلاد، في ظل تحالف الإخوان المسلمين والناشط الحقوقي الرئيس المرزوقي، أكثر ملاءمة لأفكاره التنويرية من الإمارة القطرية. هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية فإن وسائل الإعلام نفسها تقول إن الولايات المتحدة الأميركية أنشأت قاعدة عسكرية في تونس، تجسيدا للعلاقة الحميمية التي تربط بين الأخيرة من جهة وبين الإخوان المسلمين وناشطي حقوق الإنسان من جهة ثانية.
أما وقد انتهت معركة الرئاسة في الجزائر فهل بدأت معركة الرئاسة في سوريا؟ ما حملني على مداورة هذه المسألة في ذهني هو اشتعال جبهات القتال في شمال سوريا، نتيجة لهجمات يشارك فيها أعداد كبيرة من المتمردين السوريين والمرتزقة الغرباء، في غالبيتهم من الشيشان وغيرها من مناطق القوقاز، تشمل ريف اللاذقية ومدينة حلب بشكل خاص .
تعرضت في الأيام الأخيرة، جميع أحياء حلب لقصف مدفعي كثيف، سقط جراءه عشرات المدنيين قتلى أو جرحى، في الوقت الذي حاول فيه المتمردون والمرتزقة التقدم في المدينة واحتلال مواقع جديدة فيها، بدءا بمحاولة الاستيلاء على الأماكن الاستراتيجية او الرمزية كمثل ثكنة «المخابرات الجوية» تحديدا، وقطع طريق حلب ـ دمشق بغية تضييق الخناق على المدينة ومنع وصول الإمدادات للمدنيين وللعسكرين. لا سيما أن قواعـد «الثوار» الخلفية توجد في الأراضي التركية !
لقد اتضح اعتمادا على حيثيات الهجوم على مدينة كسب والتلال المحيطة بها، بالإضافة إلى محاولة اتخاذ موطئ قدم على الشاطئ السوري، وإسقاط الطائرة السورية، أن القوات التركية تقوم بتغطية هذه العمليات العسكرية في شمال سوريا، بشكل مباشر!
ليس من حاجة للرجوع إلى خبير عسكري لكي نتبين الغاية او المعنى الكامن وراء تصاعد حجة المعارك الدائرة في الشمال السوري. خصوصا أن ذلك تلازم مع صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي يعلن فيها مسبقا، موقفه من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في سوريا، أضف إلى تصريحات أميركية حول الموضوع نفسه، ينكر أصحابها شرعية الانتخابات الرئاسية . السيد الأميركي يملي إرادته على الاتحاد الأوروبي وهذا الأخير يرفع مستوى الصوت ويوصل الصدى إلى أقصى مدى. إنها إذاً مسألة الرئاسة في سوريا !
بمعنى آخر، أن القوى التي تدعم «الثورة» في سوريا، تريد أن يكون لها كلمة في اختيار رئيس الجمهورية العربية السورية . يحسن التذكير للمرة الألف، لعل الذكرى تنفع السوريين أولا، وايتام العروبة وحركة التحرر العربية ثانيا، بأن الذين يدعمون هذه الثورة هم الولايات المتحدة الأميركية. لا يمكن لعاقل أن يفصل سياسة هذه الأخيرة عن الشروط اللازمة لاستكمال المشروع الاستعماري الإسرائيلي . أما فرنسا وتركيا، فهما قوتان أوكلت إليهما مهام مراقبة وحراسة وضمان تغطية نارية، كونهما عضوين في الحلف الأطلسي، لا أكثر ولا أقل، أو لنقل وقع عليهما الاختيار، الأولى كدولة مستعمرة سابقا والثانية كآخر مركز للخلافة الإسلامية . الخيار «الشكلي» هو إذاً، بين الإنتداب الفرنسي الذي رفع الثوار علمه ( ثلات دول سورية، بعدد نجوم العلم ) وبين الخلافة العثمانية التي بايعها الإخوان المسلمون . أي أن فرنسا وتركيا تتحركان في إطار تأدية ما يطلب منهما، خدمة للولايات المتحدة الأميركية ودولة المستعمرين الإسرائيليين!
المفارقة هنا، أن الدعوة إلى الوحدة العربية انطلقت من سوريا، في حين أننا اليوم حيال مشروع غايته تقسيم سوريا . كان واضحا، من خلال فصول ال%