ألمْ..!!.. بقلم: روز سليمان

ألمْ..!!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الاثنين، ٢١ أبريل ٢٠١٤

يمكن للألم أن يكون طريقاً للقداسة، ككل الشهداء والمفجوعين والثكلى والمرضى والجياع والعطاش. نحن نشقّ الطريق! من ينكّل بالقداسة. من يتجرأ على التشهير بالألم؟!. هكذا يغدو رفيق التآمر والخيانة والرعب ألماً. ماذا يعني التكتّم في صيرورة الألم؟. إنه وجع النقاء. درب الخلاص على طريقة التهيئة! وليمة الفجيعة بما نحن فيه وما نحن فيه ليس إلا "تشهير" بالقداسة في "معمعة" الألم.
ثمّة أنقياء يتناولون قضية الخلاص مواربةً. يبتهجون في الألم وكأن الطهارة ليست إلا عرساً من الدم. لم يُجدِ نفعاً!.. ككلّ الشهداء والمفجوعين نبحث عن القداسة. طهارة الموت عطيّة إلهية، ليس كلّ ألم نقاء!. وحدهم من عاينوا الجرح النازف. من ماتوا في طهارة القضية. شهداء! قديسون نحن على مشارف الخيبة. خيبتنا ألم وفرحنا ألم وخلاصنا ألم.. ألم نمت بعد؟!. من يعيد عنّا توبتنا. من لا يزال ينبش بالألم. يعبث بالطريق إلى الخلاص. كفى!. الألم الذي هو حليف الشيطان، جناية. الألم حليف الإله فينا. هنا نتابع الطريق. نشقّه. ويبقى الألم خارج التداول. أتقياء في الصمت لنخلص!. إقصاء ألم الضحية ضعف. تظهيره قوة الخلاص. وإلا كيف له أن يمشي الجلجلة من دون أن يدرك وهو في قمّة ضعفه أن خلاصاً قادماً. لو كنا نحن رأينا انتكاستنا. صلبنا في مكاننا. تسمّرنا من الخوف ومتنا من دون أن نكمل الطريق.. قد يبدو الحديث عن الألم عند البعض في هذا السياق من المحرمات. نوع آخر من الإقصاء. اقتتال على الضحية في بيت للحجاج.
يقولون إن الألم ينتصر على الأشرار في النهاية. الشهداء متألّمون فرحون والقديسون أيضاً والمرضى والعطاش والجياع والمفجوعون. كلهم انتصار!. وحدنا نحن مسؤولون عن كل هذا الألم عندما لن يصبح خلاصاً. وفي كل هذا الألم الذي نعيش إن لم نخلص وفي أقرب وقت ممكن سنكون حتماً قد ضلَلنا الطريق الصاعد؛ عندما لن نتمكّن من عيش الألم من دون أن "نتكتّم" عنه ومن دون أن "نشهّر" بالقداسة التي أُعطينا إياها من حيث لا ندري!.