ظاهرة شبابية.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

ظاهرة شبابية.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ أبريل ٢٠١٤

هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في سورية الآن أعني بها تلك التي فاجأت الجمهور على المسرح في رحاب دار الأسد للثقافة والفنون ليلة العاشر من نيسان على المسرح، وكانت نتاجاً لجهود فريق ملتيميديا الشباب السوري حظي بإعجاب ما لا يقل عن 400 مدعو لمشاهدة ما يمكنني تسميته حقاً بالظاهرة المغامرَة.
وفي التفاصيل المتصلة بهذه الظاهرة الشبابيّة نتعرف على أداء أعضاء عدد من الفرق الكنسية في دمشق فضلاً عن أعضاء فرقة من مجموعة الرواق العرفي في دمشق، وهم يؤدون كلُّ بطريقته أغنيات وأشعاراً تنمّ عن أن سورية الحاضر تبقى كما كانت عليه دوماً، سورية الرائدة في سياق الفعل الوطني والقومي فوق الأرض التي أنجبت أبطالاً كانت لهم بصماتهم في رفد الأجيال التي تلت بإرادة الصمود في مواجهة أعداء الحضارة والتاريخ والبشرية على حد سواء.
لقد كانت الأمسية الاحتفالية من أجل أن يعم السلام في ربوع سورية، كانت حافلة بالمشاعر المؤثرة وكادت في بعض فقراتها، كادت تكون كافية لدفع قطرات من الدمع في أعين متتبعيها، وتحديداً حين خرج فريق من مجموعة الرواق حاملين بأيديهم علم سورية يرفرف في أرجاء المسرح كما أجنحة طيور النورس على وجه مياه البحار، بينما الأنغام تصدح عالياً تحية وفاء لوطن رسالته كانت وما تزال رسالة سلام ومحبة، مثلما كان أرض انطلاق للرسالات السماوية نحو العالم منذ البدء.
لقد احتضنت السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، برعايتها هذه الظاهرة، احتضنت هواجس شباب سورية، وفي زمن يتعرض فيه وطننا إلى هجمات البرابرة الهمج الآتين إليه من كل أصقاع العالم بعد أن شحنوا بجراثيم الحقد والعداء لتدمير وطن كان دائماً رائداً في تقديم العون لمن يحتاجه، إلى حين مروره بعتبات الآلام التي أصابته وروّعت أبناءه في غفلة من الزمن ومن حيث لم يكن متوقعاً.
إن احتفالية كهذه، تستدعي لا التوقف عندها فقط، بل تستدعي أيضاً جعْلها مثالاً يحتذى أمام شباب الوطن بكل فئاتهم وشرائحهم، وهو يعيشون اليوم أوقاتهم العصيبة التي ستكون حاسمة في رسم مستقبلهم ومستقبل وطنهم في آن. وربما لا أكون مغالياً إذا أضفت بأن ظاهرة شبابية كهذه، من المفيد تعميم أهدافها الثقافية والوطنية في ساحات الوطن، ليعلم أعداؤنا كم هم واهمون إذا ما خُيّل إليهم يوماً أن سورية يمكن أن تمرّ كلقمة سائغة في حلوقهم من دون أن تترك على جدرانها جروحاً لن تندمل. ولهذا الاعتبار تزداد على مرمى أنظارنا ساحات التفاؤل في أرجاء وطننا، ولا بد أن يكون شباب الوطن، بصمودهم، بوابة هذا التفاؤل اليوم وفي كل يوم آت.