على طريق الاستحقاق.. بقلم: د. فايز الصايغ

على طريق الاستحقاق.. بقلم: د. فايز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ١٩ أبريل ٢٠١٤

وطني الراسخ في الكلمة والأرض.. وما بين الكلمة والأرض رُسل وأنبياء.. وحكايا التاريخ.. ليس لأنك وطني أحببنا.. ومن ذرات تربك الممزوج بدم الشهداء خُلقنا وعلى روابيك وبين تضاريسك نشرنا أشرعتنا نسافر منك ونعود إليك.. في متوالية حياتية استعصت على التحليل والدراسة.
ليس لأنك الأقدس والأنقى والأعز والأكرم بين الأوطان، ليس لأنك الوطن شبه الوحيد في العالم والوحيد في الوطن العربي المتمسك بالسيادة الوطنية.. المتحرر من الديون.. خالي الوفاض من الصكوك التي تقيّد قرارك الوطني المستقل فحسب.. وإنما لأنك الوطن الصامد عبر العقود والعصور.. الصابر على بلوى الصديق والشقيق.. والمتمسك بوحدة شعبك وتراث مجدك الأزلي.. والأبدي..
سورية اليوم تتجه إلى ترجمة قرارها الوطني- السيادي- والاستحقاق الدستوري لانتخابات الرئاسة وهذا يعني أن حملة إعلامية وسياسية وتصريحات وبيانات غربية وأميركية ستنبري للتنديد بالخطوة السيادية الدستورية المنصوص عليها في الدستور وستتجه سهام الشر والغدر إلينا تحت ذرائع وحجج مختلفة ومختلقة وربما بدؤوا منذ الآن لفبركة قصص وحكايات تتناول نزاهة الانتخابات بما فيهم البلدان والقنوات التي لا تعرف شعوبها لا معنى ولا شكل صندوق الاقتراع ولم يسبق لهم في تاريخ حكمهم أن احتكموا للشعب.. ولم يشترط عليهم مؤسِّسهم أن يتعاطوا مع الديمقراطية لا بل هو الذي اقترح عليهم تسمية بلدانهم بأسماء عائلاتهم.
وسيتم التركيز القادم على بند الحكومة الانتقالية بدلاً من انتخابات الرئاسة المستحقة في تموز القادم استكمالاً للمحاولات السابقة التي أرادوا من خلالها زجّ البلاد والعباد في فراغ غير مسبوق من شأنه أن يُدخل الفوضى إلى الحياة السورية وبعدها يسهُل عليهم ما كان صعباً الوصول إليه عبر إرهاب وإرهابيي العالم وعبر مال قارون المتكدس في جيوب وحسابات عربان النفط والغاز والكاز والويسكي معها والغلمان والحوريات وعدة النصب والاحتيال الأخرى!!
المتربصون بسورية هم أنفسهم الذين تداعوا لدعم الإرهاب والإرهابيين ومدّهم بالمال والسلاح.. وهؤلاء أنفسهم سيقودون الحملة السياسية والإعلامية وهم يعرفون حق المعرفة أن سورية ستمضي قُدماً في تنفيذ التزاماتها الدستورية أمام شعبها كما مضت من قبل في تنفيذ التزاماتها الإقليمية والدولية على حد سواء بدقة وإصرار وهي بذلك تمارس حقها في امتلاك ناصية القرار الوطني المستقل والسيادة الوطنية وتؤدي واجبها تجاه الشعب السوري العريق في وحدته الوطنية وفي ديمقراطيته العريقة وفي الاحتكام للشعب رداً حضارياً وعصرياً ومعاصراً على مختلف الاتهامات التي كيلت وستُكال إلى الأداء الناصع للحكومة وللقيادة السياسية السورية..
وبمقدار ما يريد أعداء سورية ويشجعون ويضغطون للوصول بسورية إلى الفراغ تحت أية ذريعة كانت.. بمقدار ما نتمسك نحن كشعب وكمواطنين بتسخين الاستحقاق الدستوري وتعميقه والمشاركة الواسعة فيه كهجمة مدنية دستورية، حضارية مضادة لتحرير الرأي العام عموماً والعربي على وجه التحديد من أوهام طغاته وأحلام مستبدّيه وتقديم مشاهد جديدة حيّة، وواقعية عن تمسك السوريين بخيارهم السيادي وإعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد والالتفاف الشعبي الواسع حول قيادته وهو المنتصر في معركة الوجود والمصير.. والذي سينتصر في معركة إعادة بناء سورية على أفضل وأرقى مما كانت عليه قبل المؤامرة.
وكما بدأتُ بوجدانيات وطنية أختم، وقد بدأت العيون والأفئدة تتجه إلى يوم الاستحقاق لأقول.. ها أنت سوريتنا الجميلة ستبقين في عين الحياة جميلة تتقاطر إليك أعين الشعوب وأفئدتها يتلمّسون صلابة القلعة وطراوة النهر وشموخ القاسيون حيث يرقد الجندي السوري المجهول المعلوم.