تتهاوى الاصنام وتبقى دمشق صامدة

تتهاوى الاصنام وتبقى دمشق صامدة

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٦ أبريل ٢٠١٤

لا يخفى على احد بأن ما اطلق عليه محور الشر قد وضع على لائحة التصفية “الجسدية” منذ اكثر من عقد من الزمن, فهذا المحور وقف حجر عثرة لتصفية القضية الفلسطينية, عربان الخليج الذين يتباكون على الاقصى ويذرفون دموع التماسيح , يقيمون علاقات سياسية واقتصادية سرية وعلنية, استضافوا الاعداء في بلدانهم ,ولأنهم لم يعودوا يستحون من افعالهم في ظل ما يشهده الوطن العربي من احداث اتت على الاخضر واليابس, فقد زاروا العدو عديد المرات, يقدمون للسلطة الفلسطينية بعض الاموال التي لا تسمن ولا تغني من جوع,اما عن الفصائل المقاومة فإنهم اخرجوا قياداتها (بالترغيب والترهيب) من سوريا ,في محاولة منهم لقتل القضية وإقامة الدولة اليهودية.
بفعل تآمر هؤلاء الحكام سقطت كل من تونس ومصر في زمن قياسي,سيطروا على الجامعة العربية, صار امينها خاتم تتناقله اصابعهم ,احالوا الملف الليبي الى مجلس الامن,ساعدوا في استصدار قرار اممي وتحت الفصل السابع بالقضاء على النظام الذي كان يكشف بعضا من اسرارهم ويفضح عمالتهم للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص,كان القذافي يقرأ مقررات القمم العربية قبل اوانها ويقول بأنها جاءت مكتوبة من امريكا وان النقاشات التي تدور هي شكلية ليس إلا,اشتركوا في القوات التي دكت ليبيا لأكثر من 6 اشهر دمر البلد,سقط القذافي, ولا تزال ليبيا تضمد جراحها اما مستقبلها فيبقى مجهولا,جهل حكام الخليج بما يقومون به, فالدور بالتأكيد سيكون عليهم .
افلحوا في نقل الملف السوري الى مجلس الامن لكنهم لم ينالوا ما كانوا يتمنون قطعت عليهم الصين وروسيا الطريق باستخدام الفيتو,عمل حكام الخليج المستحيل لثني الروس والصينيون عن مواقفهم لم يفلحوا ,ارادوها حربا شعواء مدمرة لبلد يضم اقدم مدن العالم وذلك دليلا على قدم حضارة سوريا وريادتها العالم الاسلامي حيث توسعت الفتوحات الى اقصى بقاع, فكانت الدولة الاموية المهيمنة على الامور بالمنطقة وقد اطاحت ببقية الامم.
اتفقوا واردوغان الذي لم تقبل بلاده عضوا بالاتحاد الاوروبي,رغم كل الخدمات التي قدمها,على تدمير سوريا,انه سليل من ارادوا طمس العروبة, فتح حدود بلده على مصارعها امام التكفيريين من شتى انحاء العالم وقد تعهد حكام الخليج بالتمويل,ضربوا دمشق, الحقوا الاضرار ببعض المؤسسات العامة, استشهد خيرة القادة,كانوا يتوقعون سقوط النظام في اي لحظة ,صمد النظام ومعه محور المقاومة,سيطر المسلحون على العديد من المناطق,عوّل الخليجيون على معركة القصير على انها ستكون الفاصلة وسيسقط النظام ,انقلبت الموازين ,انتصر الجيش العربي السوري,وكانت النتيجة السقوط المدوي لأمير قطر حمد, اعلن مرسي انضمامه الى التحالف التكفيري ومشاركته في الحرب على سوريا فكان الرد قويا من شعب مصر بان اسقطه وأودعه السجن وتلك ادنى عقوبة له, القت السعودية بكل ثقلها في المعركة ,تولّى الامير بندر الاشراف على عمليات التكفيريين, صال وجال,حاول لم شمل المعارضة وجعلها موحدة,توالت هزائم التكفيريين واخذوا يفرون كالجرذان ,يدخلون الجحور التي حفروها على مدى السنوات الماضية ,ظنوا انها تحميهم,لكنها يقت شاهدة على مدى تفكيرهم السطحي بان يتولوا زمام امور بلد آل شعبه على تصفيتهم نكالا بما فعلوه بسكانه العزل الامنين.
امتص السوريون الصدمة ,اخذوا يتقدمون على جميع الجبهات ويكبدون الاعداء خسائر فادحة, فكل يوم تستعاد ارض جديدة, سقط اعداء الامة والمتكالبين عليه ,بدءا بأمير قطر,حمد,فحاكم مصر,مرسي وأخيرا اعفاء بندر من مهامه كرئيس للاستخبارات السعودية بعد ان اثبت فشله في ادارة الملف السوري والاجهازعلى النظام, سقط بندر سياسيا ولا بأس من الاقامة في احد الفنادق التي اشتراها بأموال الشعب السعودي .
لقد تهاوت الاصنام التي ارادت ان تلعب ادوارا اكبر منها ارادت ان تطاول على السادة الشرفاء الغيورين على الامة,حماة الديار ,لم تعد الاصنام كما كانت للعبادة ,بل ينظر اليها اليوم على انها مجرد تماثيل تتآكل مع مرور الزمن, إما ان يقوم اصحابها بإدخال بعض التعديلات عليها لتتلاءم مع مقتنيات العصر او يلقى بها على قارعة الطريق فتكسر,او…
بفعل ارادة اهلها ستتمكن سوريا من النهوض على قدميها وستعيد بناء نفسها وسيسجل التاريخ ان هناك اعرابا فعلوا بـ(اهلهم)ما لم يفعله التتار, وستظل دمشق رمزا للعروبة والإسلام والعيش المشترك لكل اطيافها ,فأقدم مدن العالم عصية على الخونة والعملاء وأسيادهم.