عجْز !!.. بقلم: روز سليمان

عجْز !!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٦ أبريل ٢٠١٤

هدفٌ مشتركٌ للضحية والقاتل. مواطنا مستقبل. ملزمان بالقوانين ذاتها التي تفرضها عليهما القيود نفسها. خطأ الاعتقاد بأن هذا التماثل هو اتفاق. مجرد توافق طبيعي من أجل هدف مشترك، النجاة من الدم!. ينجو البشر بمجملهم من الموت؛ إدراك عاجز عن استحالة اللحاق بركب المدن والعائلات والأسماء التي لم تخترقها لوثة الدم حتى اللحظة!. علاقة ميتة بين الضحية والقاتل يحييها الدم. الإرهاب شرعنتُه القتل. توقّف القاتل عن القتل عطيّة إلهية!. لا شيء يمكن له أن يخترق هذا الحاجز. اندفاع باتجاه الصعود. لا حاجة ولا حب ولا كراهية. شفقة مدمّاة بالذاكرة. والذاكرة شفاؤها عطية إلهية أيضاً. استعصاء. يتمتّع القاتل بالغبطة حتى يتثبت العكس. يتحوّل إلى حاقد يسيّل الدم أينما حلّ. علاقة تابعة ومشروطة إذاً. تميل إلى قلب التراتب والرغبات، يصبح الحب والحاجة والكراهية أولويات متشابهة تذهب إلى أبعد من التلذّذ بالدم. نزعات متشابهة بينهما إلى التمرّد والعصيان على الرغبة نفسها، رغبة القتل. نزعة إلى تجاوز كل منهما الآخر. إفراط في الخوف لحظة سيلان دم القتيل. وليس الخوف هنا إلا الخطاب الصحيح للعقل في لحظة "التخلّي". لحظة الخضوع لأوامر الموت لا أكثر.
يصبح القتل حياة مدجّجة بالعجز، أكثر من كونه احتياطات مخصّصة لوقت الضرورة. طريقة كاملة للعيش دون التمكن من الرجوع عن شهوة الدم. يصبح القتل عناية كافية تتجاوز اليوم والساعة والدقيقة؛ رهان دائم على "الغلَبة". ظرف طارئ هو الشعور. حواس متأهبة في جسد وعناصر محيطة لا أكثر. الحب سكّين تخترق جسد الضحية، والحاجة رصاصة تنخر رأس القاتل من خائن، والكراهية سلوك عقلاني مُتَّفق عليه عندما يموت الجميع ولا يبقى إلا "العجز". ساحات تمتلئ بالدم وجثث مرصوفة تنتظر العجائز الجدد ليحملوا عنها عبء مراسم الجنازات. بأحذية مقهورة لم تخلق إلا للصعود. بريّون يبخلون في العطايا. متّقدون في البقاء أمام كل ما مرّ عليهم من إرهاب. كل ما في الأمر أن شريعته الوحيدة "قتل" وهم الذين لم يموتوا إلا عندما توقّف هذا الدم!!.