عروس الجنوب آه يا سناء الورد في زمن الكفر بالنار

عروس الجنوب آه يا سناء الورد في زمن الكفر بالنار

تحليل وآراء

الأربعاء، ٩ أبريل ٢٠١٤

أرجوكم، أقبل أياديكم فرداً فرداً.. لا تبكوني، لا تحزنوا عليّ، بل افرحوا. اضحكوا للدنيا، طالما فيها أبطال، طالما فيها آمال بالتحرير، أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم، بطلة. أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيها من دمي وحبي لها. آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي، ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل السائرين على خط التحرير للتخلص من الصهاينة الإرهابيين. مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين هم ليسوا مثلنا. إنهم جبناء، يطعنون من الخلف، ويفرون، يلتفتون شمالاً ويميناً هرباً من الموت. التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم، يتقدمون غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون الأبطال. إنني ذاهبة إلى اكبر مستقبل، إلى سعادة لا توصف لا تبكون عليّ من هذه الشهادة الجريئة، لا، لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم بالسماء. “أمي” كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي من اللحم، ودمي يهدر في تراب الجنوب، من أجل أن اقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة، والكتائب نسيوا بأنهم صلبوا مسيحهم.أنا لم أمت. هذه واحدة، والثانية ستأتي أكبر، وستليها ثالثة ورابعة ومئات العمليات الجريئة. فضّلت الموت بشرف من أن يغدرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر، هكذا افضل واشرف أليس كذلك؟ ردّوا على أسئلتي، سأسمع بالرغم من أنني لست معكم، سأسمع لأن صوتكم الجريء سيصل إلى كل حبة تراب سقيتها من دمي وسأكون صاغية هادئة لكل حركة، لكل كلمة تلفظونها. أجل هذا ما أريد، ولا تغضبوا عليّ لأنني خرجت من البيت دون إعلامكم. أنا لم أذهب لكي أتزوّج، ولا لكي أعيش مع أي شخص، بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة وصيتي الأخيرة أن تسموني عروس الجنوب .

بمداد من دم كتبت الزنبقة الجنوبية الشهيدة سناء محيدلي حروف وصيتها لتكون أول أستشهادية في العمليات المسلحة ضد جيش الأحتلال الصهيوني حيث ضاقت السماء التي كانت تناجي نجومها كل ليلة صبية الجنوب التي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها بغبارغريب كتم على هواء بلدتها الجنوبية عنقون قضاء صيدا وبعد معاناتها من الليالي الحالكة بسبب الأحتلال الصهيوني لأراضي وطنها أستعادت سناء حكايا الثائرات وأولهن دلال السمراء العربية وهتافها على ساحل حيفا كما رواية الشهيد وجدي الصايغ التي تأثرت بها جدا وقامت بتسجيلها ستة وثلاثين مرة في محل تسجيل أشرطة الفيديو الذي عملت فيه أثناء عطلتها في بيروت وكانت الحافز بأتخاذ قرارها بتفجير جسدها المسكون بعشق الأرض والذي ضاقت روحها التي تسري في خلاياه بالمقر الصهيوني على معبر باتر جزين في التاسع من نيسان من عام 1985 فأختارت كما فعل الشهيد وجدي الأستشهاد على نفس المعبر محملة بعبوة تفجيرية تزيد عن مائتي كيلوغرام وأقتحمت المقر بسيارة العز بعد أن تعلمت القيادة خلال خمسة أيام فقط متحدية كل الخوف الأنساني الطبيعي لأنها مؤمنة عميقا بكلمة أنطوان سعادة الحياة وقفة عز قائد الحزب السوري القومي الأجتماعي الذي أنتمت له سناء مما أدى الى خسائر كبيرة لدى العدو الصهيوني فاقتفا الخمسين قتيلا وجريحا عدا عن حالة الجنون الهستيرية في مثل هذه العمليات النوعية التي تصدح بصهيل نشيد رواية فارسة الحق الجنوبية الفلسطينية القلب التي تعرف جيدا من هو عدوها الأساسي ولا تتوه في السؤال كما هو حال التفجيرات الغادرة اليوم ……. في زمن كان عنوانه واضح ، هناك حيث مرقد القلب الأول فلسطين وتحرر كل الأراضي المحتلة من العدو الرئيسي المعروف حيث لا أرتباك ولا حيرة ولا ألتباس .بعد تناثر أشلاء جسد البطلة الطاهر كان من العادي لعدو متوحش أن يحتفظ بالأشلاء عنده أنتقاما ورعبا ودرسا للمجندات الصهيونيات المدفوعات الأجر في معنى الأنتماء العروبي الأصيل للتراب والأرض . وبعد تسعة وعشرين عاما من الأحتفاظ بأشلاء أطهر الأجساد وفي أكبر صفقة تبادل الأسرى التي أنجزها حزب الله المقاوم ضمن عملية الرضوان أحتضن تراب بلدة الشهيدة سناء رفات البطلة وأعيد زفاف العروس الجنوبية الى وطنها في أحتفال مزدان بالغار الذي يفوح برائحة الأنتماء لكل القلوب الجنوبية التي كانت على ميعاد لأستقبال عروس البلدة بأبهى حلة من ذهب عنوانها حرية ونصر .

الشهيدة سناء محيدلي من جنوب الشيخ الجليل راغب حرب جنوب حسن درويش ونزيه القبرصلي ومن جنوب بلال فحص واخيرا وليس آخراً من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ”، المناضلة من ضمن مجموعة من المناضلين والمناضلات والتي دوى خبر استشهادها الذي جاء رداً صاعقا على ما شهدته عيناها وكرهه قلبها وعقلها من قتل وتنكيل بحق الشيوخ والاطفال والنساء في بلادها فلبت نداء الحرية دون أن تنسى كما كل قوافل الشهداء والشهيدات كتابة رسالة الى الأم التي أحتضنت في رحمها اطهر القلوب الأبية قدمت فيها سناء إعتذارها رغم أنها لم تراها وقالت سناء في رسالتها كل ما يليق بزفاف العروس في موكب الحرية ( أنت يا أمي علمتيني حب واحترم وضحي وهاي أنا لبيت الوصية وأنت يا بيي بتمنى أنك ما تحزن علي بالعكس بدي منك تزفني و ترقص لأنو دمي رح يغسل أرض الجنوب من دنس الصهاينة أعداؤنا .

.سناء الأسم الجنوبي المستمد من معنى الضوء ما زال شمسا لا تغيب من الذاكرة وأغنية نرددها مع نسائم الجنوب الذي تحرر من الغاصبين عام 2000 بأصرار وعزيمة كل المقاومين بأختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية الجنوب الذي سيبقى في حالة تحدي يومية مع العدو عبر الحدود فعلى أرضه كل يوم تولد سناء الجميلة ومريم البهية وأبتسام حرب وكل أسماء الكرامة والعزة والشرف الى أن يعود كل الحق المسلوب لأصحاب القضية التي لن تموت ولن تغيب مهما حاول العابثون على تصفيتها ..
سناء اليوم يوم عيدك وزفتك المتجددة وكلنا نلمح أبتسامتك والطمأنينة في عينيك الجذلة فقد وصل قلبك الخبر بحرية جنوب القلب من رجس وعار الصهاينة الذين طالما لوثوا تراب الطهر بأفعالهم الدنيئة فنامي قريرة العين فالدم على الأرض خريطة مرسومة بدماء كل الشهداء والشهيدات المؤهلات للأنبعاث الحر دوما كما قيامة الأرض للقاء مرسى يودع فيه كل المنتظرين على ميناء الوطن الكبير كل مراثي الرحيل ..ويعلنون صرخة شاعر الطين من أرض النيل الخصيب . آه يا سناء القهر يا بنت الأنين

يا ضربة الناس الغلابه الموجوعين

يام العيون المغرمين

أبصر بمين

يا هل ترى بعد الوطن

بتحي مين؟

ردي على الاحباب

يا زهرة العناب

إن كان دعاكي الهوا

وإن كان فتحتي الباب

آه يا سناء الرعد يا بنت الحسوم

يا نجمه يا متحيره

بين الغيوم

باسأل وأنا من كسفتي ف نص الهدوم

قلبك صغير يا حبيبتي ع الهموم

وازاي قدرتي تعشقي

وطن فسيح

مطعون جريح

الدنيا طلعت للقمر

وهو متكتف كسيح

يا هل ترى قلبك محيط

ولآ انتي يا بنت.المسيح؟

آه يا سناء الورد يا بنت الربيع

يا أغلى زهره اتفتحت هذا الربيع

ورق ورق ورق

وقعدت ألوًن في الورق

عصافير ورق

أشجار ورق

أزهار ورق

أنهار ورق

’قصر الكلام جبت الربيع

ونقشت منٌه ع الورق

طرزت بالياسمين

طرٌحه وعشر فساتين

ونظمت عقد الفل

لجلِك يا ست الكل

وفردت غصن البان

على قدك الفتان

ورسمت بالحنه

شباك على الجنه

طليت من الشباك

قابلوني ألف ملاك

رافعين على الأعناق
علم الشهيدة سناء , الأسم الذي أعتلى الميادين في اليمن وليبيا والجزائر وضاق به الوطن كما العادة وفضل عليه أسماء أول من وقع أتفاقية معاهدة مع العدو الصهيوني وأسم الجنرال الفرنسي في عصر منتدب بينما قادة العدو الصهيوني تمتلئ عيونهم بالرعب من سؤال كيفية مواجهة مثل هذه العمليات البطولية ويفرون بأجابتهم الخائفة كيف نهدد من جاء ليموت بالموت .. ويكبر السؤال مع ذكرى تحدي وميلاد ورحيل كل شهيد وشهيدة متى يختفي شحوب أسماء الشرف من كل ركن وزاوية وشارع في أوطان تتعمد فقدان الذاكرة للورود العاشقة لخصوبة التراب