قلم حام.. ((ربيع تركيا المنتظر)).. بقلم: ظافر أحمد

قلم حام.. ((ربيع تركيا المنتظر)).. بقلم: ظافر أحمد

تحليل وآراء

الأحد، ٦ أبريل ٢٠١٤

فاز حزب أردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا، وكان ينقص بائع البطيخ في مرحلة دراسته الابتدائية والإعدادية، وبائع (بطيخ الربيع العربي) أن ينتفخ أكثر وأكثر..!.
فوز حزب العدالة والتنمية لا يعني أنّ أردوغان- المنتشي بالنتائج والذي نفش ريشه وهدد خصومه واتهمهم تهماً قاسية ونعتهم نعوتاً أقسى- من دون ورطة..!.
خصوصيات الورطة الأردوغانية مرتبطة أساساً بخصوصيات تركيا بمكوناتها الديموغرافية وأدائها السياسي الإقليمي والدولي، وفشل أردوغان في إدارة ملفاتها وفشله في تسويق أنموذج تركي مقنع لدى الجوار العربي والآسيوي والأوروبي والعالمي..
يجب السؤال بموضوعية شديدة لا تؤثر عليها شعبية أردوغان بالداخل لا من قريب ولا من بعيد: ما هي صورة تركيا بعهد أردوغان وحزب العدالة والتنمية؟.
إنّ تفجّر الوضع التركي نتيجة تناقضات وويلات سببتها سياسات أردوغان وحزبه هو تفجّر متوقع ولديه كامل المسوغات لحدوثه في المستقبل القريب أو على الأقل بعد القريب..، وإنّ مفعول التناقضات والأخطاء المريعة للسياسة الأردوغانية لا ينفسه نتائج انتخابات بلدية أو شعبية ما، وإنّ شعبية أردوغان في الداخل لا تعني حصانة لتركيا تجاه أزمات سياسية واجتماعية، وتركيا ليست بمنأى عن دفع ثمن سياسات رعناء تورط فيها جزء كبير من الشعب التركي الذي فشل حتى الآن بمعاقبة أردوغانه..!.
تركيا لديها أزمات تتجسد بالتالي:
- أزمة نتيجة أكراد تركيا وما يسعون إليه.
- أزمة نتيجة المعارضة الداخلية والتي لا يستهان بها إذ حزب واحد هو (الشعب الجمهوري) حصل على شعبية تتجاوز نصف شعبية أردوغان في الانتخابات البلدية..، وطعن في نتائج انتخابات أنقرة مثيراً تهمة التلاعب بها، فأنقرة لها خصوصية أكثر من غيرها في الانتخابات البلدية..
- أزمة نتيجة تظاهرات داخلية تعاملت معها حكومة أردوغان بعنف وقتل لم توفر حتى الأطفال الأتراك..
- بوادر مشكلة اقتصادية نتيجة سياسات أردوغان التي تسببت بشبه قطيعة اقتصادية مع جارين مهمين (سورية- العراق..)، وقطيعة سياسية مع مصر.
- مشكلة عدم ثقة دول فاعلة عالمياً (روسيا- إيران..) بسياسة أردوغان.
- أزمة عدم التوازن في عقل أردوغان الذي لا يمنعه من حماقات كحماقة اللعب في الرمال المتحركة للمنطقة، وليس أدل على ذلك من توريط الجيش التركي في معركة كسب..، ولولا توافر روادع ما لأوصل أردوغان المنطقة إلى حرب إقليمية بارتدادات وتفاعلات عالمية..
- تحالف أردوغان وحزبه مع تنظيم القاعدة وجحافل الفاشلين في شتى الدول والملفوظين من مجتمعاتهم والتكفيريين.. وتأمين تسهيلات كبيرة والاشتراك معهم في سفك الدم السوري، بما يوفر عوامل مستقبلية لا يمكن أن تكون في مصلحة تركيا..
- مشاكل الفساد في حكومة أردوغان وفضائح ملفات تمس ابنه وتمسه شخصياً..!.
- مشكلات حكومية تركية ترتبط بالتضييق المتفاقم على الحريات..
لذلك وبدلالة تلك الأزمات والمشكلات والعوامل فإنّ نتائج الانتخابات البلدية التركية لا تقدم ولا تؤخر في توافر كامل مقومات ربيع تركي قادم، تدريجي أو متفجّر، هادئ أو ساحق، فالمشكلات التركية الداخلية والخارجية أكبر من أن يتمكن حزب العدالة والتنمية من تفاديها على المدى غير البعيد ولا بد من ثمن باهظ تدفعه تركية..