عندما أوقف وزير الاعلام السوري القنوات غير السورية

عندما أوقف وزير الاعلام السوري القنوات غير السورية

تحليل وآراء

السبت، ٢٩ مارس ٢٠١٤

قرر وزير الاعلام السوري وقف القنوات غير السورية عن البث المباشر من سوريا  وترك الساحة للاعلام المحلي السوري وتقول مصادر صحفية مقربة من وزراة الاعلام ان الوزارة تفاجات بنقل قناة الجديد اللبنانية على الهواء لدخول الجيش السوري الى قلعة الحصن مؤخرا دون علم منها . رواية اخرى قالت ان وصول قنوات كالمنار والميادين والجديد الى مكان المعركة ونقلها للاحداث بشكل مباشر اثار سخط القائمين على المحطات التلفزيونية الوطنية التي كانت غائبة عن الحدث  وطالبوا بتفسير ما جرى اذ حسب وجهة نظرهم كيف تكون المحطات الاجنبية في قلب الحدث بينما قنوات البلاد لا تنقل اي صورة من هناك . وهذا استدعى اجتماعا لوزير الاعلام مع مدراء هذه المحطات التلفزيونية الحكومية بالاضافة لمحطة الدنيا الخاصة.
 الراي العام في سوريا ايضا لم يكن رحيما مع القنوات المحلية لان حملة انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي اتهمت الاعلام السوري بالنائم عن الحدث . وبغض النظر عن الرواية الحقيقة للقرار فان اصدار مثل هذا القرار يلفت الانتبه للامور التالية:
ـ اشتكت الحكومة السورية على مدار ثلاث سنوات الازمة من التضليل الاعلامي والهجمة الاعلامية الشرسة التي شنت لتشويه حقيقة ما يجري في سوريا وللامانه وكشاهد على الاحداث في سوريا عن قرب قدمت محطات تلفزيونية عربية روايات هوليودية لبعض الاحداث وقلبت حقائق وضللت الراي العام العربي لحقيقة ما جرى خلال الاعوام الثلاثة وهنا لا اتحدث عن احقية النظام او المعارضة اتحدث عن امانة نقل الحدث بصورته المهنية الصرفة فما كان يقوله ابو محمد الحمصاني من حمص او ابو علاء الشامي من الشام او ابو فلان الادلبي من ادلب لم يكن خبرا ذا مصداقية او يمكن ان يعتد به او يوضع عنوانا في نشرة اخبار وخبراء الاعلام يعرفون هذا جيدا. ولا جدل فيه مطلقا.
ـ ومع بقاء قنوات سواء كانت مؤيدة للنظام في سوريا او لم تنخرط في عملية التحريض ضده على الاقل  تعمل على الارض السورية اعتبرت الحكومة السورية  ذلك مكسبا مهما خاصة مع فقدان الاعلام المحلي السوري لمصداقيته ليس بسبب ما يقدم فهذا يطول النقاش فيه  لكن لمجرد انه اعلام حكومي واجبه كما كل القنوات الحكومية العربية تقديم وجهة نظر النظام فقط منصرفا الى تفاصيل التفاصيل دون مراعاة لقواعد المهنة  وحرفية تقديم الخبر والصورة للجمهور لهذا انصرف الجمهور السوري الى متابعة هذه القنوات التي منعت بقرارو التي تميز بعضها بمتابعة جمهور المعارضة السورية لها بالاضافة لمتابعة عربية واسعة . فلماذا يستغني وزير الاعلام السوري عن هذه الشاشات وهل يتذكر قبل ان تبث هذه المحطات على الهواء من سوريا  الاتهامات الموجه للاعلام السوري بتاليف القصص وتركيب الصور وهي تهمة لم تتوقف الا بعد ان اصبحت اكثر من محطة تلفزيونية تنقل ما ينقل التلفزيون الحكومي.
ـ قد يكون قرار وقف البث المباشر للمحطات غير الحكومية انتصارا للاعلام المحلي وهذا حق للسيد الوزير ولكن هذا الانحياز ما هي نتيجته في محصلة الانتشار للصورة والحدث لحقيقة ما يجري في سوريا  . وهل التاثير يضر بشكل اكبر بالمحطات التي توقفت عن النقل المباشر ام بوجهة النظر التي يدافع عنها الوزير.
الانتصار الحقيقي يا معالي الوزير.. للاعلام السوري هو بالارتقاء به وتطوير ادواته ومعداته وتهيئة كوادره للنهوض به واعطاء مساحة للابداع والاجتهاد للكوادر التي تعمل به ليمتلك القدرة على المنافسة والحضور دون الحاجة لوقف اقرانه لينفرد هو بالحدث والمشاهدة. تعلمنا في السنوات الاولى من العمل الاعلامي ان الخبر مهم لكن الاهم كيفية تقديمه شكلا ومضمونا
ـ كم صدر هذا المبنى في ساحة الامويين اعلاميين كان لهم شانا في محطات تلفزيونية كبرى ولازال يضم زملاء لديهم من القدرة والكفاءة ما يرفع مستوى اي مؤسسة اعلامية .
ـ يحق لسوريا كدولة ذات سيادة ان تتخذ قرارا كهذا لضبط التغطية الصحفية للاحداث وربما هذا لسان حال وزير الاعلام اليوم وانا معه في هذه الفكرة فسوريا ليست وكالة من دون بواب وان كان قد حدث هذا فهو مؤسف ولكن المؤسسات الاعلامية التي كسرت بوابة الوكالة يسرح ويمرح صحفييوها في مناطق سورية عدة وينقلون على الهواء مباشرة متى شاؤوا بحماية مجموعات مسلحة تتولى نقل معداتهم وحماية ارواحهم فهل تنظر معاليكم لمثل هذه المفارقة.
ـ كان بالامكان ان يفكر الوزير  بتطوير القوانين الناظمة للعمل الاعلامي والصحفي ايضا مرادفا لقراره وهنا اسال عن هيئة اسمها المجلس الاعلى للاعلام  فهمنا قبل عامين منذ تاريخ انشائها انها ستكون الجهة المخولة باتخاذ مثل هذه القرارات  في سوريا ولم نسمع الا باسماء اعضائها فقط دون اي عمل. فهل استشار احد هذه الهيئة .
نتمى ان يعمل الزملاء الصحفيون والاعلاميون بحرية طالما انهم ناقلون للواقع سواء في  سوريا و في غيرها من البلدان العربية ونتمنى لسوريا السلام وياتي الصحفيون اليها لينقلوا خبر انتهاء المعارك وعودة النازحين الى ديارهم.