بالتفاصيل والوقائع.. هل الحرب العالمية الثالثة على وشك أن تبدأ؟

بالتفاصيل والوقائع.. هل الحرب العالمية الثالثة على وشك أن تبدأ؟

تحليل وآراء

السبت، ٢٩ مارس ٢٠١٤

سلسة من الهزائم والخسائر والضربات الموجعة التي تلقتها المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا في الاسابيع الماضيه فالجيش السوري سجل عدة انتصارات استراتجية متتالية أولها كانت القصير ثم صدد وبعدها الزارة ومن ثم قلعة الحصن وجبهة القلمون والتي سجلت الانتصار الابرز في يبرود، كيف إستطاع الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة من إعادة السيطرة على مدينة يبرود في ساعات قليلة فقط؟ فجميع هذه الانتصارات خلطت الاوراق في أروقة المجتمع الدولي، واردا المعسكر الغربي بقيادة امريكية تآمرت على سوريا ان تصنع اي انتصار حتى لو كان صغيرا لحفظ ماء وجهها، فبدا الحديث عبر الاعلام العالمي والعربي ببدء الهجوم على سوريا من الجبهة الجنوبية اي جبهة الاردن وتم الحديث وإعتماد سياسة التهويل وكشف أعداد المهاجمين وانواع الأسلحة التي تم تقديمها لهم.
في العلم العسكري وثقافة الحرب لا تستطيع أن تتحدث عن اي تحرك عسكري ستقوم به وإلا سيستفيد الطرف الاخر من هذه المعلومات، فهم كانوا يتحضرون لفتح جبهة جديدة نعم ولكنها لم تكن الجبهة الجنوبية مع الاردن، بل كانت جبهة ريف اللاذقية الشمالي.
الجميع قد يتساءل لماذا اختاروا ريف اللاذقية الشمالي والجميع يعلم ان من سابع المستحيلات ان ينتصروا ويتقدموا حتى ولو امتار صغيرة في ريف اللاذقية، وهذه المعركه خاسره قبل ان تبدا.
لكن العدو التاريخي لسوريا والذي يحتل جزء من ارضها ونقصد هنا العدو التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية المتزعم من قبل اردوغان اراد ان يصرف الانظار عن فضائح المتكررة امام الرأي العام العالمي والتركي، كما اراد ان يمتص غضب الشارع ضده ويصنع انتصارا افتراضيا امام المجتمع لكي يظهر كالبطل ويخفف من حدة التوتر في الشارع، والدليل على هذا الكلام التسجيل الصوتي الذي نشرته وسائل الاعلام التركية.
اردوغان اراد ان يصنع نصرا افتراضيا ويلهي المجتمع التركي عن فضائح المالية هو وابنه ويخرج كالبطل ليربح الانتخابات التي باتت على الابواب وبتمويل من قطر التي تريد ان ترد اعتبارها بعدما اخرجتها مملكة “البترودولا” من الساحة الدولية ولهذا السبب حشد المرتزقه من كل انحاء العالم ومولهم ودربهم وسلحوهم بأنواع الأسلحة الاكثر تطورا على الاطلاق، وأعطاهم أمر الهجوم على بلدة كسب الحدودية التي لا يقطنها سوى المدنيين، شنوا هجومهم بأعداد ضخمه ما يقارب 4000 من المرتزقة بدعم من الطيران والمدفعية التركية والتي أمنت الغطاء للمسلحين ليدخلوا الى ريف اللاذقية الشمالي، لكن الجيش السوري بالتعاون مع حركات المقاومة الشعبية والدفاع الوطني في ريف اللاذقيه عزز مواقعه، وتصدى لهذه الحرب وتدور اعنف الاشتباكات في الريف الشمالي للمدينة، وبعد أسبوع على بدء هذا الهجوم بإمكاننا ان نعتبر ان هذه الغزوة التي سماها المسلحون “معركة الانفال” هي خاسره لأنهم لم يتقدموا سوى مئات الأمتار لا أكثر.
اما في اروقة المجتمع الدولي فقد خسرت تركيا وقطر وورائهم امريكا، فالامريكي اراد ان يضغط على الرئيس الروسي في البحر المتوسط لينتقم منه على ضم القرم، واردا الامريكيين حشر بوتين بالزاوية ووضعه أمام خيار إما ان تعيد القرم الى حضن اوكرانيا او سنضرب معقل قوة حليفك الابرز ولكن كون الامريكيين اغبياء سياسيا ولا يتعلمون من اخطائهم الماضية فشلوا في ابتزاز الرئيس الروسي فاتخذ الرئيس الروسي قرار بإرسال البوارج البحرية الروسية المتمركزة في البحر الاسود الى بحر الابيض المتوسط والى مدينة اللاذقية وعلى الحدود مع تركيا، هذه الخطوة الغير متوقعة نزلت كالصاعقة على رأس تركيا وامريكا في وقت واحد، وكانت ردا على اسقاط طائرة حربية سورية من قبل الجيش التركي والتي اسقطها فوق الاراضي السورية.
العالم بأسره على شفير حرب عالمية ثالثة فالمشهد اليوم يذكرنا بالمشهد الذي سبق الحرب العالمية الاولى، فكل الدول الصغيرة والكبيرة تقف إما مع المعسكر الغربي بقيادة امريكا او مع المعسكر الاشتراكي بقيادة روسيا والصين.
اليوم العالم يعيش حرب بارده جديدة بين روسيا وأمريكا وهي اقوى من الحرب البادرة التي كانت في منتصف القرن الماضي، الحرب البادرة اليوم قد تشتعل في اي لحظة ولا احد يعلم من اين قد تبدا شرارتها، هل ستكون سوريا او اوكرانيا او افغانستان او فنزويلا، فجميع قارات العالم تواجه مشكلات ضخمه ولا يوجد اي افق لحل سياسي بين الزعيم الروسي والامريكي فالطرفان مستمران في التصعدي، الامريكي اراد ان يحشر روسيا عندما خلق ثورة مفتعلة واخرج الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش حليف روسيا من الحكم وادخال مجموعة من العملاء لأمريكا وقد صعد الروس عندما اتخذوا قرارهم بضم القرم الى روسيا، وصعد الغرب وامركيا عندما قرروا فرض عقوبات على مصرف روسي وبعض رجال السياسية، لكن الساحة الابرز لصراع الأطراف هي سوريا.
أميركا ورسيا تضعان كامل قوتهما في هذه المعركة لأهمية سوريا الاستراتيجية والجيوسياسية فالأمريكي يعطي أمر لدول الخليج ليسلحوا ويدربوا المرتزقة وإرسالهم الى سوريا، والروس يدعمون الحكومة السورية عسكريا واقتصاديا وانسانيا بالتعاون مع دول البريكس وإيران، والدعم الاهم هو في اروقة المجتمع الدولي فروسيا والصين إستخدمتا حق النقد الفيتو مريتن من أجل سوريا.
لا احد يعلم اين ستذهب الامور قد تظهر معجزة وتنقذ العالم من حرب عالمية ثالثة وتنقذ ملايين الأرواح، ولكن في الوقت الحالي كل المؤشرات تدل على إندلاع الحرب العالمية.
أما في الميدان السوري فالجيش بالتعاون مع المقاومة يسطرون اروع البطولات ويصمدون ويقاومون الارهاب في كل ساحات القتال من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، والمجتمع الدولي بإمكانه أن يقرر ويصوت ويجتمع كما يحلو له، ولكن ان سألت اي مواطن سوري سيقول ان الجيش السوري وحده من يصنع الانتصار ووحده من سيعيد الامن والامان الى سوريا لا جنيف 1 ولا جنيف 10.