السيسي ..لإعطاء أرض الكنانة مكانتها وحضورها

السيسي ..لإعطاء أرض الكنانة مكانتها وحضورها

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠١٤

 اعترف المشير عبدالفتاح السيسي بعبء المسؤولية قائلاً إنه لن يعد بمعجزات، وهذا طبيعي بالنسبة لأي مسؤول يشغل منصب الرئاسة الأولى في وقت تزدحم المشاكل الداخلية والمستجدات الخارجية المتسارعة، إضافة إلى ما تمر به مصر أمناً واقتصاداً وبطالة ما يجعل المهمة ثقيلة التكاليف كما وصفها في آخر إطلالة له بالزي العسكري معتمداً على إرادة شعبية لإعادة بناء الدولة وهيبتها ومكافحة الإرهاب. هذه العناوين أشبه ببرنامج عمل يحتاج تنفيذه إلى مسؤولية جماعية في وقت تعيش المنطقة العربية ظروفاً قاسية وتعاني دول «الربيع العربي» من خلافات حادّة سياسية وأمنية ووحدة موقف وتدخلات خارجية صراعاً على النفوذ والسيطرة ونهب الثروات حتى لا يستفيد منها المواطنون من الانكماش بدل توفير الحياة الحرة الكريمة وفق ما توخوه من ثوراتهم ووجدوا أنفسهم وكأنهم لم يخرجوا عملياً مما كانوا فيه متطلعين إلى صنع المستقبل الموعود الذي وصفه السيسي بأنه مسؤولية الحاكم والشعب ووعورة الدرب للوصول إليه في جو من الخلافات الإقليمية التي كان مؤملاً من قمّة الكويت طي صفحتها بتحقيق التضامن ووحدة الموقف للانتصار على التحديات وفي مقدمها ترجمة المشاعر الشمولية الى واقع بتحرير الارض والسلام العادل والشامل.
وكون السيسي رجلاً عسكرياً منذ أكثر من ثلاثين سنة ويتخذ من إنجازات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر نموذجاً لما هو مطلوب منه خصوصاً الحياد الإيجابي، ومبدأ قيام دول عدم الانحياز حتى لا تكون مصر ملعباً لقوى خارجية وعدم التدخل في شؤون الآخرين أو الاعتماد على المساعدات بل على الثروة الداخلية بتعزيز الصناعة والزراعة وصولاً الى الاكتفاء الذاتي، وهذا ما وضعه السيسي في أولويات مسؤوليته وهو يخاطب الشعب والسلطة العسكرية، اي اعطاء مصر معنى حضورها القوي ومكانتها في الشرق الاوسط وتأثيرها على المحيط لأنها مركز ثقل عربي له أبعاده ونتائجه الإيجابية.
والمهمة الأولى هي جعل الأمن ركيزة أساس للقيام بما هو واجب وطني، فلا تباين ولا خلاف الا في إطار ديمقراطي صحيح تلتزم به الشرائح السياسية والشعبية، ولا سيما جماعة الاخوان التي رفضت ترشح السيسي متوقعة عدم أمن واستقرار، وهذا يضاف إلى أعباء من يتسلم المهمة وما زالت المعاناة قائمة وخلافات في النهج والتوجه. ومع هذا فإن المهمة ليست مستحيلة تبدأ بأمن شمولي فسحاً في المجال لبناء الدولة القوية، وعسى ألا يتأخر العمل الجماعي لاعطاء أرض الكنانة مكانتها وحضورها العربي والدولي.