العدوان التركي الامريكي على سورية إنتقاماً لسقوط يبرود والقرم

العدوان التركي الامريكي على سورية إنتقاماً لسقوط يبرود والقرم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٥ مارس ٢٠١٤

العدوان التركي الجديد على سوريا والغير مسبوق, والغير مبرر, إلا في حسابات الدول المتأمرة على سوريا وعلى رأسهم حامية الكيان الصهيوني الولايات المتحدة الامريكية له عدة أسباب.
أولاً : كما صرح العدو الصهيوني قبل سقوط مدينة يبرود” بأن سقوطها يعد خط أحمر بالنسبة لأمن كيانه”, ولا يمكن السكوت عنه ويستوجب رداً , وبما أنه بات عاجزاً عن التدخل بشكل واسع وصريح خوفاً من توسيع رقعة الحرب والتي يعلم مسبقاً حجم الدمار الذي سيلحق به فيما لو تدخل عسكرياً بشكل واسع, ويعلم ما أعدت له المقاومة من قوة تستطيع شله وتدميره, فلذلك عمدت الى الانتقام بواسطة عملائها وخدمة مصالحها المتواجدون على الحدود الشمالية والجنوبية من سوريا تركيا والاردن.
ثانياً: تم إختيار الجبهة الشمالية بسبب ما يعانيه اوردغان من فضائح فساد مالية, وتدهور الحالة الاقتصادية, وكتم الحريات ,والخلافات الحادة بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اوردغان وجماعة فتح الله غولن الذي يحظى بنفوذ كبير في تركيا, ولذلك إختار توقيت مشاركته في حملته الانتخابية والاعلان عن إسقاط الطائرة الحربية السورية التي كانت تلاحق الجماعات الارهابية المسلحة القادمة من الاراضي التركية بواسطة الدفاعات الجوية التركية, وكما تبين إن الطائرة الحربية السورية سقطت ضمن الاراضي السورية وطيارها هبط في الاراضي السورية, غايته كسب الشارع التركي لاستعادة إنتخابه, لأنه يعلم بأن سقوط مدينة يبرود لا بد ان تطيح برؤوس كبيرة كما حصل بعد سقوط مدينة القصير حيث سقط الامير القطري وسقط حكم الاخوان في مصر وأصبح الرئيس المخلوع محمد مرسي خلف القضبان بعد فترة وجيزة من الحكم, لذلك قرر أن لا يدفع ثمن سقوط مدينة يبرود بسقوطه ورميه خلف القضبان, فبادر الى الهجوم بدل إنتظار سقوطه.
ثالثاً : جاء العدوان بمباركة ودعم أمريكي من أجل تنفيذ تهديداتها لروسيا بأنها سوف تدفع الثمن باهظاً بسبب ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا في إستفتاء ديمقراطي حر إختاره المواطنون الذين فضلوا الانفصال عن اوكرانيا التي تريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لتصبح دولة تشكل خطر على الامن القومي الروسي, ولأنها عاجزة عن الاشتباك المباشر معها قررت دعم الهجوم على سوريا حليفة روسيا الاستراتجية.
رابعاً : إختيار أمريكا لاوردغان للقيام في هذا العدوان ودعمه لإعادة إنتخابه رئيساً للوزراء, تعود للعلاقة التي تربط اوردغان مع الاسلاميين التتار المتواجدين في شبه جزيرة القرم , وعبر اوردغان عن ذلك خلال إلقائه كلمة قال ” لن نتخلى عن أبناء جلدتنا التتار في القرم ” وهذا يعني بأنه في إمكانه دعم التتار في القرم وتشجيعهم على إرتكاب الاعمال الإرهابية ضد القوات الروسية, وزعزعة الامن والاستقرار هناك, وهذه مصلحة مشتركة بين تركيا وامريكا, اوردغان يعاد إنتخابه وأمريكا تنتقم من روسيا.
خامساً : الدعم الامريكي للعدوان التركي على سوريا هي رسالة قبل وصول الرئيس اوباما الى المملكة السعودية مفادها, عليكم تسوية الخلافات مع دولة قطر التي تشكل نقطة التواصل بين الاخوان المسلمين والكيان الاسرائيلي, وأمريكا حريصة على العلاقات المتينة مع دولة قطر حفاظاً على أكبر قواعد عسكرية امريكية متواجدة في الخليج الفارسي وتحديدا قطر.
العدوان التركي الغاشم على سوريا أُعد له في غرفة عمليات تواجد بها كبار الضباط العسكريين الاتراك والمارينز والاسرائيلين وسلموا مهمة التنفيذ للألوية الارهابية تحت إسم ” معركة الانفال ” شارك بها كلاً من “جبهة النصرة “, “كتائب أنصار الشام “, “الجبهة الاسلامية “, ” حركة أحرار الشام “, و ” جبهة ثوار سورية “, وتم إستبعاد “داعش “, حيث شارك في الهجوم على محافظة اللاذقية ألاف المقاتلين من كافة الجنسيات, مستخدمين أحدث الاسلحة المتطورة التي وفرتها لهم حكومة اوردغان بأموال خليجية, دخلوا الاراضي السورية تحت تغطية نارية مكثفة وفرتها لهم المدفعية التركية, فسقط منهم المئات بين قتيل وجريح حيث نقل الجرحى الى مستشفيات عسكرية ميدانية داخل الحدود التركية, وقتل العديد من قادة الالوية المهاجمة, وذكرت صحيفة يدعوت احرنوت الصهيونية أنباء عن نقل 16 جريحاً الى مستشفى صفد للعلاج, وطالب أحد الجرحى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامن ناتنياهو في مواصلة دعمه للجماعات المسلحة والاستمرار بقصف سوريا حتى إسقاط النظام.
المعارك العنيفة لا زالت تدور بين كر وفر للاستلاء على مدينة كسب الحدودية, لكن قرار قيادة الجيش العربي السوري بالتصدي للعدوان التركي الامريكي الواسع لا رجوع عنه, ولن تتوقف المعارك إلا بأستعادة السيطرة الكاملة على كل شبر من الاراضي الحدودية مع تركيا, وسحق وقتل كل إرهابي دنس أرض سوريا, ولن تسمح بتسجيل نصر وهمي عند العدو التركي, فاذا توهم بأنه يستطيع إستعادة إنتخابه رئيساً للوزراء من خلال عدوانه على سوريا فهو واهم الى ابعد الحدود, فهناك قرار حاسم لدى القيادة السورية بعدم السماح للارهابيين إلتقاط أنفاسهم وتحصين مواقعهم, وهذا ما يفسر صراخات قادة الارهابيين وتقاذف التهم فيما بينهم بالخيانة وعدم النصرة والحنث بالوعود لهم بتقديم الدعم العسكري.
هذا العدوان المشترك سوف يكون من نتائجه هزيمة مشتركة لتركيا وامريكا وإسرائيل, وقد يكون درساً قاسياً يجعلهم يفكرون مائة مرة قبل تنقيذ عدوان مماثل من ناحية الجنوب السوري عبر الاراضي الاردنية لأن النيران سوف تكون قريبة من الكيان الصهيوني اوفي داخله, وهذا ما لا يتحمله العدو ولا يطيقه, فلا العدوان التركي سيعيد أمجاد الاخوان المسلمين, ولن يعيد مدينة يبرود الى ” جبهة النصرة “, ولا الدعم الامريكي والاسرائيلي سيعيد القرم الى أُوكرانيا, لكن سياسة الدمار الشيطانية التي تكمن في عقول الماسونية التركية والاسرائيلية لن يهدأ لها بال طالما الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله يحققون الانتصارات الاسطورية, وستبقى الحرب دائرة حتى يضرب على راس الارهاب المتعدد الازرع ضربة قاضية تشل حركته وأنفاسه.