رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس الشعب القادم.. بقلم نضال يوسف

رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس الشعب القادم.. بقلم نضال يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢ مايو ٢٠١٢

يستعد الناخبون السوريون للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 7 أيار لاختيار نوابهم، وإن أول ما يلفت الانتباه في حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشعب، الكم الكبير من الوسائل الدعائية واليافطات التي تمتلئ بها شوارع سورية وحواريها لجميع الأحزاب والأفراد، وإن هذا الانتشار الواسع لوسائل الدعاية الانتخابية للمرشحين بطول سورية وعرضها، يشير إلى أن هناك تفاؤلاً لدى الشعب وإرادة قوية لممارسة كل ما من شأنه إعطاء الأمل في قرب انتهاء الأزمة، وقد اعتمدت الدعاية الانتخابية بالأساس على تعليق البوسترات (الملصقات) مع وسائل التأثير الاقتصادية المتمثلة في توزيع مساعدات اقتصادية على الناخبين، ولكن المرشحين أو الأحزاب التي قامت بوضع برامج انتخابية، لم تقم بشرحها للناخبين بحيث يمكن على أساسها أن يوازن الناخب بين حزب أو مرشح وآخر واكتفت ببث خطوط عامة عنها في بعض وسائل الإعلام، وهذا أحد سلبيات الحملات الدعائية التي تشهدها سورية في الدعاية للعملية الانتخابية لكونها اعتمدت على الأساليب القديمة في الدعاية، والتي تقوم على فكرة أن المرشح في حال فوزه سيقوم بدور"نائب خدمات" عن الدائرة التي تم انتخابه فيها، مهمته أن يتوسط لدى المعنيين في الحكومة من أجل تقديم الخدمات للناخبين وللمنطقة التي ينتمي إليها، وليس نائباً عن الشعب، يراقب الحكومة ويقوم بالمشاركة في سن القوانين والتشريعات اللازمة، وحول أبرز الملاحظات الإيجابية التي يمكن رصدها خلال الحملات الدعائية، وجود تنافس بين الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، أدى إلى اهتمام أكبر من قبل المرشحين بالتعبير عن مطالبهم، بحيث قامت بعض الأحزاب بوضع برامج انتخابية وليس مجرد رفع شعارات، وإن- كما أشرنا- تحتاج لشرح تفاصيلها بين الناخبين، كما اتسعت الدعاية الانتخابية لتشمل عناوين وأفكاراً وتوجهات فكرية وسياسية مختلفة، يعبرون فيها بمنتهى الحرية وبدون تضييق أو خوف، ولوحظ الاهتمام بالترويج للمرشحين وبرامجهم الانتخابية في قنوات التلفزيون الخاصة إضافة إلى الأماكن والساحات المهمة.
اليوم وبعد أكثر من عام على الأزمة تحققت أولى خطوات التحول الديمقراطي عبر مجلس منتخب بدون توجيه أو قوائم مسبقة، فمجلس الشعب اليوم هو تعبير عن إرادة شعبية بل هو صوت الشعب الذي سيختار من يمثلونه بكامل حريته ليعبروا عنه ويشاركوا في بناء سورية الحديثة ولكن هل يستطيع هذا المجلس بتكوينه المتباين بين قوى وتيارات سياسية مختلفة أن ينحي الخلافات وصراع المصالح جانباً ويتفقوا جميعاً على تحقيق مطالب الشعب السوري الذي يسعى إلى العدالة الاجتماعية.
دعونا نوجه معاً لنواب الشعب القادم رسالة قصيرة لأهم مطالب وآمال الشعب السوري والتي تتطلب السرعة والإيجابية كي يشعر أن هذا المجلس من أهم بوابات العبور للمستقبل وسيشارك بقوة في تغيير كل الظواهر السلبية المنتشرة في كل سورية ونتمنى أن يسرع نواب الشعب في العمل على تلبية مطالب الشعب السوري:
يا أعضاء مجلس الشعب السوري أنتم الآن على أعتاب مرحلة فارقة من تاريخ سورية وستشكلون مستقبلها في المرحلة القادمة ونتمنى اتفاقكم وتجمّعكم تحت مطلب واحد وهو التعبير عن آمال وطموحات المواطن السوري وعليكم بشكل سريع العمل على حل كافة الملفات الشائكة بشكل سريع وعاجل لأن الشعب لن يصبر طويلاً حين يراكم تخرجون عن الطريق الصحيح ووقتها لا نعلم كيف ستسير الأمور وهل ندخل في النفق المظلم مرة أخرى فنرجو منكم كما وثقنا بكم أن تعبِّروا عنا بشكل حقيقي، وهذه أبرز مطالب الشعب:
- الشعب يريد سرعة العمل على تلبية طلباته والعمل على تحقيق أمنياته في العدالة الاجتماعية لكل مواطن.
- الشعب يريد نهضة اقتصادية شاملة عبر قوانين تشجع الاستثمار وتعيد استغلال ثروات سورية الطبيعية والبشرية.
- الشعب يريد القضاء على البطالة عبر حزمة من السياسات تعيد استغلال طاقات الشباب عبر مناخ يوفر الفرص العادلة لكل بنات وأبناء سورية في الحصول على وظيفة مناسبة بعيداً عن مناخ الواسطة والمحسوبية.
- الشعب يريد سيادة القانون على كل فئات الشعب السوري ووضع جميع المؤسسات بما فيها الأجهزة الرقابية تحت القانون، ويريد إلغاء القوانين الاستثنائية والقوانين المقيدة للحريات والمبعدة للاستثمارات من القانون السوري، وعدم محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية.
- الشعب يريد حرية الرأي والتعبير في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة في القنوات التلفزيونية والصحف التي تعتبر من أهم أسباب الإصلاح فهي تنطوي على أهمية بالغة لجهة تثقيف الرأي العام وتوعيته، فهي تعرض - أي وسائل الإعلام - عدداً من المسائل الجديدة للتحقيق والتداول، وتفتح أعين المواطنين على نصائح نافعة وتنبيهات مفيدة، والأهم من ذلك أن حرية الرأي التي تمارَس في هذه الوسائل تنطوي على وظيفة أخرى وهي رفع الضيم والظلم عن أولئك الذين ليس لديهم وسيلة للتعبير عن معاناتهم غير المنابر الإعلامية.
- الشعب يريد أن يمارس القطاع الصحي دوره في علاج متميز لكل مواطن سوري والعمل على إعادة هيكلة المؤسسات الصحية لخدمة المواطن السوري.
- الشعب يريد حق الشهداء والمصابين وعدم التفريط في دمائهم عبر محاكمات عادلة.
- الشعب يريد إعادة النظر في السياسات التعليمية في سورية وربطها مع سوق العمل وتطوير المناهج لمواكبة كافة صور الحداثة والتطور السريع في العالم.
- الشعب يريد من المجلس رقابة حقيقية على أداء الحكومة ومحاسبتها عند تقصيرها في أداء مهامها، بعد إعلانها عن برنامج واضح تلتزم بتطبيقه ضمن فترة زمنية محددة.
- الشعب يريد الاستقرار والأمان وفرص العمل وأن تتصدر سورية المشهد العربي كقوة كبيرة علماً واقتصاداً وثقافة.
- الشعب يريد مواكبة حقيقية لنصوص الدستور الجديد وروحه وذلك بالعمل على إصدار قوانين جديدة، تجسده بأسرع ما يمكن.
يا نواب سورية ستكونون أمام الشعب قريباً في مرحلة تاريخية مهمة من حياة الوطن فنتمنى سرعة العمل على تحقيق آماله وطموحاته لكي نعيش معاً في حالة من الشفافية والثقة والتنمية المستدامة، وأتمنى أن نعلم جيداً أن هناك من يتربص بسورية وشعبها ويريد إحداث فتنة ونشر الفوضى فيها.


نضال يوسف
E-mail: ndlyoussef@yahoo.com