«إسرائيـل».. ممنوع النقـد!.. بقلم: صفاء إسماعيل

«إسرائيـل».. ممنوع النقـد!.. بقلم: صفاء إسماعيل

تحليل وآراء

السبت، ١٣ أبريل ٢٠١٩

في إطار الدعم اللامحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي, استحدثت الإدارة الأمريكية منصب المبعوث الأمريكي الخاص لمحاربة «معاداة السامية» وأوكلته إلى المدعي العام السابق لمدينة لوس أنجلوس إيلان كار الذي سرعان ما خرج على الإعلام ليعلن أن مهمته سوف تنطلق من وضع معاداة الصهيونية في كفة واحدة مع «معاداة السامية».
يبدو أن مهمة المبعوث الجديد لن تقتصر على الدمج بين معاداة الصهيونية و«معاداة السامية» ووضعهما في سلّة العنصرية المقيتة والمرفوضة, بل ستتجاوزها إلى أبعد من ذلك بكثير خاصة بعد أن أكد كار أن أي انتقاد لـ«إسرائيل» هو أيضاً «معاداة للسامية», ما يعني أن توجيه النقد لـ«إسرائيل» أو إدانتها في أي محفل رسمي بات من المحرمات الأمريكية!
.. ما يعني أن مهمة كار ستشمل أيضاً العمل على تسويغ الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والترويج لمنتجات المستوطنات وتسويقها في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة, في دليل يجسّد التماهي التام مع سياسات «الليكود» التي تعتمدها إدارة دونالد ترامب بحذافيرها والتي ترجمتها بقرارات غير مسبوقة بانتهاكها للأعراف والقوانين الدولية.
المتتبع للأحداث يدرك جيداً أن الدعم اللامحدود الذي تغدق به واشنطن على ربيبتها «إسرائيل» ليس جديداً, لكنه كان يجري طوال السنوات الماضية خلف الكواليس ومن تحت الطاولة حتى جاء دونالد ترامب الذي لم يجد حرجاً منذ البداية بالتبجح علانية عن دعمه وانحيازه الفاضح للكيان الإسرائيلي من خلال قراراته الاستفزازية وإجراءاته العدائية والتي كان آخرها استحداث منصب المبعوث الأمريكي لمحاربة أكذوبة «معاداة السامية», وذلك بهدف إسكات الأصوات والحركات الأمريكية المناوئة للاستيطان وللانتهاكات الخطرة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وبموجب أكذوبة «معاداة السامية» التي أوجدها اليهود الصهاينة لابتزاز الأمم والشعوب, والتي تستميت إدارة ترامب اليوم بالدفاع عنها لرد الإدانة أو حتى النقد عن «إسرائيل», فإن أي شخص يعارض احتلال «إسرائيل» لفلسطين أو يعارض الانتهاكات الخطرة التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني أو يعارض إقامة المستوطنات هو «معادٍ للسامية», في حين لا تعني مشاهد الانتهاكات اليومية والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال أي شيء لدوائر صنع القرار في الغرب وخاصة لواشنطن الراعي الأول لـ«إسرائيل» وللإرهاب في المنطقة.
تشرين