وخنت كل منكما مع الآخر .. بقلم: ميس الكريدي

وخنت كل منكما مع الآخر .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ١٦ مارس ٢٠١٩

ممدوح عدوان شاركني مرارة هذه الليلة 
من ليالي قلبي العصية ..
فكرت في شكواي ..فكرت فيك ..
فكرت في محمود درويش ..وأنا تلك المرأة التي احتارت في عشقكما..بين عشقين على حافة جرح وقمع ..ثنائية مثلكما...يجترها يتم الإبداع في الأوطان ..ومطحنة العذابات..وتنهيدتي بينكما على ردم القصيدة تنزفني.. ذكريات صوتكما..في خيال يرتاد كل حانات الليل ..بحثاً عن صوت يقارب الرغبة الهائجة على أوتار شعرك ..
وتساءلت بينكما ..كارزمتان ثوريتان متجذرتان في بوح السنديان ورائحة الزعتر البري وظل الليمونة المثقلة بليمونها  ..أي منكما أمنحه روحي الثائرة ، وخنتكما في عشقكما فعشقت واحدكما على الآخر ..
وسط دوامة التهافت والتهالك والتساخف ..لاحقت طيفكما على عناد وجداني المعلق على نصال الوطن ..
والله والوطن أميّان..
أخاطب وجداني بوجهيكما..بملامحكما..
بالحضن المزدوج ..
والشعر تعويذتي ..
ليلي مرهق بالأفكار ..وهمومي محشوة في وسائدي..
أستند على أورامها..فتهطل على وجنتي دمعاً وقهراً ليلياً..
وترتبك كلماتي ..
فلا تنتظم حكاية ولا تتحول أشعاراً..
وتبقى مساحة الارتباك تربكني..
فأهطل خرفاً بلا معاني ..وأعجن ضميري ..وأنتعل همومي ..ثم أنصت لآخر شاعرين ..آخر رجلين استضفتهما في رحيل النوم ..وهجران السكون ..
على سفر أيامي..
لكنهما ودعاني ..دون وداع ..فلم أكن بعد قد اعترفت بالحب لأي منهما..
وتتبعت تأبين أحدهما للآخر ..فعرفت أني فرشت روحي على ضفتين ..
ومن وقتها ولا اجتماع بين  ضفتي جسدي المخزون في رحيل نجمتين ..
لروحكما سلامهما..وروحي نذري الشرقي لسحر حط على تعويذتي ..فالتصقت..
بآخر سطر وإخر حرف ..سرقته في اشتهاء قبلة من شفاه كلمتين لقصيدتين ..لشاعرين يتدفقان على خصر العطاء في زمن الشح ..في كل شيء حتى في تأبين حب يحتضر ...