العرب يفرشون السجاد الأحمر لاستقبال كوشنر مهندس «صفقة القرن»!

العرب يفرشون السجاد الأحمر لاستقبال كوشنر مهندس «صفقة القرن»!

تحليل وآراء

الجمعة، ١ مارس ٢٠١٩

عمر عبد القادر غندور
تستعدّ بعض الدول العربية، والأصحّ النظم العربية، لفرش السجاد الأحمر لاستقبال صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر مهندس «صفقة القرن» المزمع إعلان تفاصيلها بعد الانتخابات «الإسرائيلية» في شهر نيسان المقبل، والتي جرى التمهيد لها في «قمة وارسو» الأخيرة حيث شهدت حضوراً علنياً لعدد من المسؤولين العرب ورئيس وزراء العدو نتنياهو…
جولة كوشنر ستشمل عُمان والبحرين وقطر والمملكة السعودية وربما تركيا.
كوشنر الذي تجمعه علاقات أكثر من ودية مع عدد من المسؤولين العرب والأمراء، لم يفصح عن تفاصيل «الصفقة» سوى القول: صفقة القرن ستوفر الحرية والكرامة والازدهار الاقتصادي!
ولكن، لا دولة فلسطينية مستقلة، ولا عروبة القدس، ومصير المستوطنات الصهيونية على أراضي الفلسطينيين، ولا حق العودة ولا حلّ لحصار غزة…!
القيادة الفلسطينية في رام الله رفضت الصفقة جملة وتفصيلاً واعتبرتها «صفقة تصفية القضية الفلسطينية»، وهي محقة في توصيفها، ونأمل ان تبقى على موقفها…
أما الخطوط العريضة لـ «الصفقة» كما أعلنها كوشنر: الحرية والكرامة والازدهار الاقتصادي، فهو يعني الحرية والكرامة والازدهار الاقتصادي لـ «إسرائيل».
صفقة القرن هذه هي واحدة من عناوين «القرن الأميركي» الذي تزداد فيه التحديات على الأمة مثل «الشرق الأوسط الجديد» الساعي إلى تفتيت الأمة العربية وما حولها من الدول إلى كيانات عرقية وطائفية ومذهبية، ومثل «الربيع العربي» المحرم، وقيام الإرهاب التكفيري، ومثل العولمة التي لا تُبقي لمجتمعاتنا خصوصياتها وثقافاتها وقيمها والتراث.
العرب النخبويون يعرفون أنّ خبث المخططات الأميركية يتمحور في مشروع صهيوني أميركي بريطاني لإحكام قبضته على المنطقة العربية واستنزاف خيراتها لصالح الشركات العملاقة التي تحكم العالم.
إلا أنّ هذه المشاريع، كصفقة القرن، لا يعني حتمية نجاحها، بل ستسقط كما سقطت أحلاف ومؤامرات ورموز خائنة في مزبلة التاريخ، شرط أن ترفض الأمة ما يُدبّر لها، ولا شك أنّ المؤمنين بالحق والعدالة سينصرون أمتهم وسيجاهدون بأنفسهم لاستحقاق نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين.