الحب أم صالونات؟!.بقلم منور توفيق اسماعيل

الحب أم صالونات؟!.بقلم منور توفيق اسماعيل

تحليل وآراء

الأحد، ١٣ يناير ٢٠١٩

"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"

أهو فارس على حصان أبيض يحملك من يديك ويركض بك تحت ضوء القمر؟! أم ذلك الأمير الذي يوقظ أميرته من سباتها بقبلة؟! أم أنه النبيل الذي يبحث عن محبوبته من خلال حذائها؟!

لكن مهلاً أيتها الفتيات!. زمن الفرسان ولى، وقصص الكرتون تبقى كرتون وتمزق بأي لحظة..

لذا افتحن أعينكن وانظرن جيداً للواقع الذي ليس إلا شاب في مقتبل عمره يقود دبابته ليعيش في رهان مع الموت، وكل شمس تشرق عليه  هو فرصة نجاة لا أكثر كمسدس دس فيه طلقة واحدة وحتماً ستكون نصيبه ذات يوم لينتهي بك المطاف أرملة في زهرة شبابك ثم تأتي ليموزين فارهة يقودها رجل أشيب الشعر قد تجاوز عقده الخامس لأنه في بلادنا لا يجتمع الشباب والمال بشخص واحد، فالشباب في ساحات الموت والشيبان في أحضان عشيقاتهم كي ينشلك من عارك، وتحاطين بنظرات الغيرة والحسد على المظاهر الفارهة التي غطت شحوب وجنتيك وانكسار قلبك..

أو قد تكون تذكرة سفر بصفة زوجة لاجئ إلى إحدى البلاد الأوروبية لشخص لم تريه إلا من خلف شاشة الكترونية وصفات تلقيتها من والدة المصون، لترمي بأحلامك وعائلتك وراء ظهرك وتركضين نحو المجهول من أجل اغراءات تمثلت بركوب طائرة لفتاة لا تركب التاكسي إلا في المناسبات الرسمية، وبلد لم تحظى برؤيته إلا من خلال شاشة التلفاز.

اعتقد يا سادة أنه كلما تقدم بنا الزمن كلما تضخم التخلف فينا، حتى بات رقم يتحكم بمصيرنا وكلما ازداد كلما ضئلت الفرص المناسبة حتى بتنا نرهن حياتنا على رنة هاتف من امرأة لمحتك عن طريق الصدفة وقررت أنك الزوجة المثالية لابنها الذي لا تعرفين اسمه حتى وأنت وافقت على قرارها بفخر لأنها اختارتك أنت من بين جميع الفتيات المتواجدات حولك، ليأتي ذلك اليوم المنشود وتظهرين بأبهى طلتك.. عروس!.

تحملين صينية القهوة وتدخلين بها إلى فارسك التي أمضيت ليالي تتخيلين شكله وترسمين له صفات جمالية استلهمتها من مشاهيرك المفضلين، وأول شيء تبحثين عنه هو نظرته الأولى إليك عند دخولك الغرفة يليها الارتباك الذي ينتابك عندما تقدمين له فنجان القهوة وتلتقي نظرات العشان ببعضها.. مهلاً!.

هل قلت للتو عشاق؟!

لم يمضي على اللقاء سوى بضع ثوان لم تكمل الدقيقة والفتاة دخلت مرحلة العشق من نظرات الشاب الهائجة لها لتتم بعدها الخطوبة.

وفي الطرف الأخر من المدينة في إحدى الحارات كان هناك قبل بضعة أيام شاب وفتاة يمشيان متشابكي الأيدي تحت ضوء القمر تعاهدا على الحب الأبدي و السير معاً حتى النهاية.

لكن في الحياة لا يوجد شيء أبدي، لنجد أن أعظم لغة في التاريخ، لغة الحب قد وقعت خاسرة أمام جلسات الصالونات التقليدية في الزواج لتتغلب الشرقية على الحب، لأن الشرقيون لا يتزوجون حبيباتهم ولأن الحب يقتله الزواج ونحن شعب لم نعتد القتل يوماً..