ديسمبر...! بقلم منور توفيق اسماعيل

ديسمبر...! بقلم منور توفيق اسماعيل

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١١ ديسمبر ٢٠١٨

الجميع يطلب منك أن تكون ضيفاً خفيف الظل ليختمون العام بطمأنينة وسلام خالياً من أي مفاجئات وكوارث. 

 
فجميعنا يدرك مرارة ولوعة النهايات، ومقدار الألم الذي تخلفه لأصحابها، فكلمة نهاية بحد ذاتها مخيفة ولها مهابتها وتشعرك بالغصة.
 
لكن لو نظرنا للنصف الممتلئ من الكأس لوجدنا أن تلك النهايات التي نخشى وقوعها هي مفتاح لبداية جديدة، ولربما الباب الذي يختبئ خلفه الخير والسعادة لنا.
 
فالنهاية هي المشهد الأخير من قصة، والمشهد الأول من قصة أخرى.
 
بالنسبة لي لن أطلب منك يا ديسمبر أي شيء، ولن أتوسل إليك فأنا لم أعرف للتوسل طريق يوماً.
 
بل سأقول لك: ديسمبر!. كن كما تشاء، وسأروضك كيفما أريد..
 
فأنا ابنة هذه الحرب ما عادت تخيفني المفاجأت بل اعتدناها وأصبح بيننا خبز وملح، فما مر في سبع عجاف كان أعظم من شهر.
 
نحن السوريون عشنا بين أصوات القنابل و زخات الرصاص لم نعد نأبه بشهر يمضي ويطوي معه سنة بأكملها، بل مزقنا أوراق الروزنامة وصار لدينا تقويمنا الخاص، فمع كل رصاصة تخرج نخسر عمراً بأكمله.
 
واليوم تزين الأشجار، وتضاء الطرقات، والكل ينتظر هدايا بابا نويل، لكن مهلاً ديسمبر كل هذه الضوضاء ليست ترحيباً بك، بل نحن قوم اعتدنا الاحتفال في النهايات، اعتدنا تحويل المأساة لعرس.
 
وبعد سنوات مضت لم تحقق لنا شيئاً مما طلبناه منك، لكن هذه المرة لن أنتظر منك شيئاً، بل سأجعلك مسك الختام كما أريد أنا رغماً عنك!..