مشاهد رياضية.. بقلم: صفوان الهندي

مشاهد رياضية.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الاثنين، ٣ ديسمبر ٢٠١٨

اللقطة الأولى
الرياضة تنشلها الثقافة في العالم المتطور.. (المثقفون) في عالمنا تركوا بصمات تعذيبهم على جسد الرياضة وروحها.. يؤمنون على الورق (العقل السليم في الجسم السليم).. لكنهم يرون أن الرياضة تفسد العقل (هراء).. يمكن لـ(المثقف) أن يشتري شهادة ثقافته من السوق (الفلوس تجيب العروس) شراء شهادة الدكتوراه سهل جداً.. يمكن أن يشتهر (أديب) بقلم آخر.. يمكن أن تكون وزيراً يديرك عقل آخر.. لكن لا يمكن لأحد أن يلعب باسمك بدلاً عنك في الميدان.. معظم مواهب (الشهرة) معروضة للبيع، إلا موهبة الإبداع الرياضي، لا يمكن لأحد أن يشتريها لأنها تكشف عن نفسها في الحال.
اللقطة الثانية
سألت خبرة رياضية معتقة عاصرت الرياضة السورية وشؤونها وشجونها لم أعد أراك  تحضر المؤتمرات والاجتماعات الرياضية .. وقد كنت تحضرها بشكل متواصل فماذا حدث لك؟!
أجاب بصراحته المعهودة .. مليت والله مليت .. منذ 35 عاماً وأنا أحضر الاجتماعات والمؤتمرات الرياضية فإذا هي مؤتمرات مطلبية .. نريد ونريد وينقصنا هذا وذاك فلا تسمع غير ذلك في كل مرة وقد حفظتها عن ظهر قلب  وأعرف تماماً ماهي هموم كل لعبة فكفاني ماصرفته من وقت طوال هذه السنوات وعوضني الله عنها خيراً.
اللقطة الثالثة
درجت العادة في كل عام جديد على طرح توقعات المنجمين والفلكيين الذين تكاثروا وظهروا على الفضائيات العديدة كل يدلوا بدلوه في قراءة المستقبل وتوقع حصول أحداث خلال العام الجديد ولا تستغربوا أن بعض الفعاليات الاقتصادية التي دخلت أنديتنا الرياضية لجؤوا إلى المنجمين ليعرفوا مدى نجاحهم وشعبيتهم واستفادتهم من صرف أموالهم في الشأن الرياضي بحيث يدفعون التسعة ليأكلوا العشرة كما يقول المثل.. وبدورنا نقول لهم كذب المنجمون ولو صدقوا.. فكيف إذا كذبوا؟!
اللقطة الرابعة
من المؤسف أننا نعيش عصراً يخشى فيه الكثيرون من نجاحات الآخرين فيجهدون أنفسهم بمحاولة عرقلتهم ولكن دون فائدة ودون أن يفهم هؤلاء أن ساحة المنافسة الشريفة تتسع للجميع.
كلما زادت ورود الحديقة كلما كانت أبهى .. أليس كذلك؟