للإسراف حدود..!.. بقلم: صفوان الهندي

للإسراف حدود..!.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢١ نوفمبر ٢٠١٨

ما هو حجم الإنفاق السنوي من الأندية السورية على لعبة كرة القدم؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهني عندما قرأت أرقاماً مخيفة في أندية تجاوز إنفاقها السنوي على فرقها الملايين من الليرات السورية وجعلني أتساءل عن حجم الإنفاق العام في الأندية على لعبة واحدة اسمها كرة القدم؟ والمؤكد أن الإجابة ستضعنا في حيرة أكبر عندما يصطدم الرقم بحقيقة أخرى وهي أنّ المردود من هذا الإنفاق لا يتساوى إطلاقاً معه، وتصبح الحيرة أكثر ألماً عندما نكتشف أن أسباب هذا المنتج غير السوي إدارية في المقام الأول لأننا لا نحسن توجيه وترشيد وتنظيم طرق استخدام أموالنا بما يعود علينا بأكبر مكاسب ممكنة.
حقيقة لابد من الاعتراف أننا نفتقد إلى الخبرات اللازمة لاستثمار أموالنا بأفضل صورة على صعيد كرة القدم وخاصة في الأندية، ولابد وأن نعترف أيضاً بأنه لولا الدعم الذي تخصصه القيادة الرياضية وبعض الاستثمارات لأنديتنا لاضطرت هذه الأندية إلى إشهار إفلاسها أكثر من مرة فأرقام الديون على بعض الأندية تبدو أحياناً مخيفة، وفي هذا دلالة على سوء توجيه واستخدام هذه الأموال، مما أدى إلى هذا الارتفاع غير المنطقي في بورصة أسعار اللاعبين، بما لا يتناسب والمردود الفني منهم وهنا نعطي أمثلة كثيرة عن الفارق في أسعار اللاعبين أوروبياً ولدينا، وقد وصلت المنافسة بيننا في شراء اللاعبين إلى رفع أسعارهم إلى أربعة أضعاف وكل هذا أثقل خزائن الأندية بالديون والهموم وصرف إداراتها إلى البحث عن منقذين بدلاً من التخطيط لكيفية النهوض باللعبة على صعيد كافة المراحل وليس الفريق الأول وحده، ولكن إلى متى؟
إلى متى سنبقى نراوح مكاننا في نظام الاحتراف ندعي إتباعه ولا نعلم فنونه وأصوله... نترك اختيار المدربين واللاعبين للإداريين، ولا نتبع الأصول بإعطاء هذه المهمة للفنيين... لابد من إجراء حاسم وسريع لإيقاف هذا النزيف في الأموال، وترشيدها إلى الطريق السليم ووضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.