أيها الرجال!. أحبوا أمهات أبنائكم.. بقلم  منور توفيق اسماعيل.

أيها الرجال!. أحبوا أمهات أبنائكم.. بقلم منور توفيق اسماعيل.

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

أوقفتني مقولة تيودور هسبرغ: (أعظم ما يستطيع الأب أن يفعله لأولاده هي أن يحب أمهم..)

لنرى أن هسبرغ أعطانا المفتاح لنجاح الحياة الزوجية، و دور الأم العظيم في حياة أبنائها وهذه الصلة الوطيدة فيما بينهم بدءاً من كونهم أجنة في رحمها حتى ولادتهم وشبابهم، لنكتشف أن الأم هي البوصلة التي يتبعها الأبناء لمعرفة الاتجاه في حياتهم.

فمعظم الأطفال في أول يوم دراسي لهم تجدهم وحيدين و أذلاء لأنهم بعيدون عن مصدر الأمان الوحيد لهم وهو أمهم.

وعندما تنجز عمل بسيط وترى نظرة التشجيع من والدتك تبدأ بالتطوير من مهاراتك لتقديم أفضل ما لديك وأكبر دليل على ذلك حينما جاءت رسالة طرد (أديسون) من المدرسة فقرأتها أن ابنك أذكى من أن تستوعبه المدرسة لذلك يجب عليكي أن تدرسيه في المنزل، وبالفعل قامت بذلك وخلد التاريخ اسم (أديسون) الرجل الذي أضاء العالم لاختراعه المصباح الكهربائي، وبعد أن توفيت والدته وقعت يده على محتوى الرسالة المدرسية ليجد فيها (ابنك ضعيف الفهم، ولن نسمح له بأن يكمل دراسته في هذه المدرسة، لأنه مطرود منها!.)

تأثر كثيراً عندما قرأ الرسالة وكتب في مذكراته (أديسون كان فاشل، وبفضل أمه أصبح مخترع) .

واليوم إذا دخلت مدرسة ورأيت طالباً منفرداً بنفسه و وحيد ستدرك فيما بعد أنه يعيش طفولته بعيداً عن حضن والدته الذي يمنح الثقة، لنسأل أنفسنا ما ذنب هذا الطفل ليعيش هذا الانشقاق والتفرق ويحمل هموم ومشاكل أكبر من عمره؟!

وفي كل مدرسة ترى أبناء المدرسين هم الأقوى لأنهم موجودين تحت جناح أمهاتهم.

ومعظم الأشخاص الذين يميلون إلى الشخصية العدوانية والطبع الشرس هم من أبناء المياتم والسبب أنهم حرموا من حضن أم دافئ، أو لمسة حب من يدها على جبينهم في ليالي المرض، لينعكس هذا الفقد والشعور بالنقص سلباً على شخصياتهم.

لذلك الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصانا خيراً بالنساء لعلمه بمدى تأثيرهم على أبنائهم الذين هم الجيل القادم.

لكن للأسف اليوم ترى الأهل يستعرضون مهاراتهم بالمشاكل والصياح أمام أبنائهم، حتى أن بعض الأزواج يقومون بضرب زوجاتهم على مرأى من أطفالهم مما يولد داخلهم الفزع من الدخول في هذه العلاقة في المستقبل لنرى فيما بعد جيل من المتشائمين و المعقدين نفسياً.

لذلك أيها الأباء ها أنا ذا أسرق لكم الوصفة السحرية من تيودور لنجاح العائلة و أقدمها لكم على طبق من كلمات، وأنصحكم أن تواجهوا قراراتكم عندما اخترتم هذه المرأة لتكون أم لأبنائكم، وأن تحفظوا الأمانة جيداً لأنكم ستسألون عنها.

فالرفق يا معشر الرجال!.الرفق ولوقليلاً بنسائكم!. بأمهات أبنائكم!. وهذا ليس فضل وتواضع منكم، إنما واجب وشرع عليكم.